مراجعة كتاب «أهم شيء» للمستثمر «3»
في هذا العمود نبدأ بخاتمة للعمود السابق عن التحكم في المخاطرة، وندخل في أبواب تدور عن التحكم في النزعات البشرية التي تحد من التصرفات العقلانية.
الباب التاسع: "لما يزيد قبول المستثمرين للمخاطر تبدأ الأوراق المالية في تضمن المخاطر أكثر من العوائد، ولما يكون المستثمرون أكثر حذرا من المخاطر تقدم الأسعار عائدا أكثر من المخاطر". أهم شيء الوعي بحركة "البندول" Pendulum. الأسواق تتجاذب بين النشوة واليأس. "الوسط السعيد" هو المتوسط بين النشوة واليأس. ولكن في الواقع البندول يقضي وقتا قصيرا في المتوسط. يتذبذب البندول ليوجد فرصا للمستثمر الحصيف الذي يكون واعيا بحجم ومدى التذبذبات القصوى في نفسيات المستثمرين.
الباب العاشر: "أكبر الأخطاء الاستثمارية لا تحدث بسبب عوامل معلوماتية أو تحليلية ولكن بسبب العوامل النفسية". أهم شيء محاربة التأثيرات السلبية. الطمع والخوف نزعات تحد من توظيف العقل، بينما النزعات للتقليد والحسد والأنانية قوى نفسية تؤثر سلبيا. هذه قوى عامة ولكنها أقوى حين تكون جماعية. هذه القوى والنزعات تكون قوية في أقصى حدود الذبذبات وغالبا ينتج عنها أخطاء يصعب التعافي منها في حياة المستثمر.
هناك عدة إرشادات يمكن أن تزيد فرص النجاح. لابد من التركيز على القيمة الجوهرية وهامش الأمان. وظف نصائح "أهم شيء" في هذا الكتاب لتكون محيطا بالبيئة الاستثمارية.
الباب الـ11: "أفضل وقت للشراء حين يكون الآخرون في حالة يأس، وأفضل وقت للبيع حين يكون الآخرون يشترون بنشوة، الشراء يتطلب شجاعة ولكنه يؤدي لأعلى عائد" -مقولة للسير جان تمبلتون. أهم شيء الطريقة الخلافية- Contrarariansm. أغلب المستثمرين يتبعون التوجهات العامة، المستثمر المتميز يأخذ بالعكس. الإجماع بين المستثمرين يعني أنهم تصرفوا بيعا أو شراء وكل المعلومات في السعر السائد.
يشتري أغلب المستثمرين لأنهم يعتقدون أن الحالة العامة مواتية حينها يكون السعر عاليا ما يجعل المخاطرة أعلى وفرص الكسب محدودة. وإذا باع أغلب المستثمرين لأنهم يعتقدون الحالة العامة مواتية تكون المخاطرة محدودة وفرص الكسب أعلى.
الباب الـ12: "الحالة الضرورية لوجود الصفقات المربحة تكون حين يكون تصور الواقع أسوأ بكثير من الواقع". أهم شيء أن نجد الصفقات المناسبة. الصفقات الاستثمارية ليس لها علاقة بالجودة. الوعاء الاستثماري الجيد يمكن أن يكون شراء جيدا أو سيئا، إذ يعتمد على ما تدفع لحيازته.
الفشل في التفريق بين الأصول الجيدة والأسعار المناسبة يرمي بالمستثمرين إلى التهلكة. في الآخر تكون الصفقة رابحة إذا التصور أسوأ من الحقيقة، أو بطريقة أخرى تكون الصفقة مناسبة إذا التصور حول المخاطرة أعظم من المخاطرة الحقيقية.
الباب الـ13: "المصلحة في أن تأخذ مخاطرة حين يهرب الناس منها وليس حين ينافسونك لأخذها". أهم شيء هو اقتناص الفرص بالصبر، أحيانا أحسن قرار ألا تقرر. انتظار انخفاض السعر غالبا أفضل استراتيجية.
يقدم Marks تلميحة مهمة: اعمل قائمة بالأصول التي ممكن هناك حوافز ومسببات أن يبيعها ملاكها بدلا من الانشغال بما تريد أن تملك. يشير إلى (تشبيه بالبيسبول-الأمريكية)، فليس كل مرة عليك أن تضرب الكرة -انتظر الكرة المناسبة لضربها، إذ ليس هناك عقاب على الانتظار.
في العمود المقبل سنراجع عدة أبواب تتناول تفاصيل عملية أكثر بعد أن تعاملنا مع الحيثيات النفسية والتصورات التي تحكم المستثمر... يتبع