راجح .. من صاحب ورشة حدادة إلى "شيخ" في صناعية غرب الرياض

راجح .. من صاحب ورشة حدادة إلى "شيخ" في صناعية غرب الرياض

نعمل دائماً على أن يكون ما نطرحه صوتاً مسموعاً، يعود إلينا بأصداء مشابهة في المضمون والهدف، باختلاف سرعة ارتدادها وارتفاع نبرتها، وهذا ما حدث بعد لقائنا الذي نشرناه مع الشاب السعودي راجح الحربي (صاحب ورشة حدادة)، حيث أصبح اسمه معروفا لدى المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وكذلك في صناعية العاصمة في غرب الرياض، وتحول من مجرد صاحب ورشة حدادة إلى "شيخ" في الصناعية يحل جميع المشكلات المتعلقة بالحدادة وتقييمها، وجميع ما سبق تمثل التفاعل الذي وصل الحربي من مهنا المهنا المشرف العام على صناعية العاصمة.

عن هذا التفاعل النموذجي الذي قام به المهنا، والمرحلة الانتقالية التي لم تكن في الحسبان، قال راجح الحربي: "كنت أعرف تماما أهمية دور الإعلام في توصيل قدراتي لجميع أطياف المجتمع، وبالفعل تلقيت اتصالا من مهنا المهنا المشرف العام على صناعية العاصمة، الذي أبدى ثقته في إمكاناتي، وقام بتكليفي بعمل عدة هناجر (مظلات للورش)" وأضاف: "رغم أن سعر طن الحديد وصل إلى أكثر من أربعة آلاف ريال، إلا أنه تبرع به مشكورا، ولم يقف الأمر عند ذلك بل أصدر قرارا بتعييني "شيخا" في الصناعية لحل مشكلات الحدادة فيها"، مشيرا إلى وجود أكثر من شاب سعودي وصلوا إلى الورشة لغرض التدريب على فنون الصناعات الحديدية.

شح الدعم ورفض التمويل
وثمَّن الحربي أيضاً تفاعل الدكتور فهد التويجري نائب محافظ المؤسسة العامة للتدريب المشترك معه، حيث زار الورشة، واطلع على جميع احتياجاتها، وقرر أن تكون رواتب العمال السعوديون عن طريق المؤسسة.
وحول المصاعب التي تواجهه، أكد راجح الحربي أن ما ينقصه حاليا هو الدعم المادي، لافتا إلى ذهابه إلى أكثر من بنك لغرض الحصول على تمويل، إلا أنه لم يصل إلى نقطة تفاهم مع أي من البنوك حتى وقتنا الحاضر.

المؤسسة وتلبية متطلبات سوق العمل
بدورها التقت "الاقتصادية" الدكتور فهد التويجري نائب محافظ المؤسسة العامة للتدريب المشترك، أثناء زيارته الورشة، فأكد أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تهدف في الأساس إلى تنمية الموارد البشرية الوطنية، فالرؤية الاستراتيجية للمؤسسة تقوم على الإسهام الفاعل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بتأمين التدريب التقني والمهني، للقادرين من أبناء وبنات الوطن، وبالجودة والكفاية التي يتطلبها سوق العمل.

نصف مليون متدرب بعد 5 سنوات
وقال الدكتور التويجري: "لقد تضمنت الخطة الوطنية الشاملة للتدريب التقني والمهني جملة أهداف استراتيجية، أبرزها تأهيل وتطوير الكوادر البشرية الوطنية في المجالات التقنية والمهنية بما يتواكب واحتياج سوق العمل المحلية، وفي القطاعين الخاص والعام"، مشيرا إلى أن المؤسسة تحظى بدعم استثنائي من القيادة بهدف تعزيز قدرتها على القيام بمهامها ومسؤولياتها تجاه شباب الوطن من الجنسين، ما أدى إلى زيادة عدد الوحدات التدريبية التابعة للمؤسسة إلى 163 وحدة تدريبية ما بين كلية تقنية، معهد تقني للبنات، ومعهد تدريب مهني، إضافة إلى وحدات التدريب المشترك والمعاهد المشتركة مع القطاع الخاص، التي يتدرب فيها ما يزيد على 150 ألف متدرب"، لافتا إلى أن السنوات الخمس المقبلة - إن شاء الله - سيتضاعف العدد ليصل إلى أكثر من 250 وحدة تدريبية، وسيزداد عدد المتدربين إلى نصف مليون متدرب ومتدربة، مؤكدا أن المؤسسة تقوم بدور مهم ومفصلي في الإسهام في إعداد وتخريج كوادر وطنية مؤهلة في مجال المهن الفنية والتقنية.

80 % من العمالة الوافدة في المنشآت الصغيرة
وأوضح الدكتور فهد التويجري أن المؤسسة حريصة على دعم وتشجيع اتجاه الشباب نحو الأعمال الحرة والخاصة، فالإحصائيات تثبت أن 80 في المائة من العمالة الوافدة تتركز في المنشآت الصغيرة، وأضاف: "من هنا فقد حرصنا على إنشاء مركز متخصص للمنشآت الصغيرة والمتوسطة يستهدف تشجيع خريجي وحدات المؤسسة للانخراط في الأعمال الخاصة، وتبني تأسيس منشآت صغيرة، وذلك من خلال إقامة وتنظيم دورات تدريبية إرشادية تهدف إلى توجيه خريجي وحدات المؤسسة إلى العمل، وإقامة مشاريع صغيرة، وفق تنظيم معين يشارك فيه صندوق تنمية الموارد البشرية وبنك التسليف والادخار السعودي"، مشيرا إلى نجاح المركز خلال العام الماضي في إعداد 256 دراسة جدوى لمشاريع جديدة للخريجين، وتمكنه من استكمال التنسيق مع البنك السعودي للتسليف بشأن تمويل 128 مشروعا، مبينا أن المؤسسة ماضية في التوسع بتشجيع ودعم خريجيها للتوجه نحو الأعمال الحرة والخاصة.

مساهمة "الاقتصادية" في زيادة الوعي المهني
وشدد نائب المحافظ للمؤسسة العامة للتدريب المشترك على أهمية دور الإعلام بوسائله المختلفة في التوعية والتثقيف بالعمل المهني، وأن المجتمع السعودي وبحكم الثقافة الاستهلاكية الناشئة عن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها المملكة في العقود الأخيرة، يحتاج إلى جرعات مكثفة في التوعية المهنية، والالتزام الوظيفي، والإتقان المهاري، والدافعية العملية، مشيدا بالدور الذي تقوم به "الاقتصادية". وقال: "هي الصحيفة السعودية الوحيدة المتخصصة في الاقتصاد، حيث ساهمت بدرجة ملحوظة في زيادة الوعي ومناقشة القضايا من خلال طرحها الموضوعي، واستقطابها نخبة متميزة من الكتاب والمتخصصين في الاقتصاد والإدارة والتنمية والمجتمع وخلافه".
الورشة تستقبل شبابا آخرين
من جانبه، قال الشاب علي بن محمد الذي قدم إلى الورشة للتدريب، إنه ترك الدراسة في المعهد الأول، بعد أن واجهته ظروف صعبة، إلا أنه تدارك ذلك بذهابه إلى ورشة الحربي، وأضاف: "وجدت كل ترحيب من أخي راجح بل أصبحنا كالأشقاء"، مشيرا إلى نجاحه في كسب رضاه، عن طريق الإشادات التي يسمعها منه بين فترة وأخرى.

الأكثر قراءة