محللون : عيد الفصح يبعد الاستثمار المؤسساتي عن قيادة البورصات لصالح مضاربين محليين
لليوم الثاني على التوالي, استمر نزيف النقاط في أسواق الأسهم الخليجية التي سجلت أمس هبوطا جماعيا بدفع من حالة الخوف التي انتابت المتعاملين كسرت معها الأسهم القيادية نقاط دعم عتيدة خصوصا أسواق دبي وأبو ظبي والدوحة أكبر الخاسرين.
ومني مؤشر سوق دبي بأكبر الانخفاضات بنسبة 2.6 في المائة يليه سوق أبو ظبي بنسبة 1.5 في المائة والدوحة 1.1 في المائة والكويت 0.37 في المائة والبحرين 0.13 في المائة.
وجدد المحللون تفسيراتهم باستمرار حالة الربط بين حركة الأسواق الخليجية والبورصات العالمية التي يترقب المتعاملون في الأسواق المحلية حركتها قبل اتخاذ قرارات البيع والشراء غير أن المحلل المالي محمد علي ياسين مدير شركة شعاع كابيتال للأوراق المالية أرجع لـ "الاقتصادية" الهبوط الجماعي إلى عطلة عيد الفصح التي أدت إلى غياب الاستثمار المؤسساتي الأجنبي عن تداولات الأمس والذي يشكل ما يراوح 35 إلى 40 في المائة من تعاملات أسواق الإمارات.
وتكبدت الأسواق الإماراتية خسائر فادحة بقيمة 15.6 مليار درهم لتصل جملة خسائرها في يومين 23 مليار درهم إثر تراجع مؤشرها العام بنسبة في 2 المائة حصيلة انخفاض سوق دبي بنسبة 2.6 في المائة , وسوق أبو ظبي بنسبة 1.5 في المائة.
ولم تهنأ سوق دبي ببداية خضراء بدفع من ارتفاع طفيف لسهم إعمار سرعان ما تعرض إلى عمليات بيع مكثفة بضغط من مضاربين كبار طرحوا كميات كبيرة لبيع السهم عند أدنى سعر 11 درهما في وقت كان السهم يتداول عند 11.35 درهم وهو ما أصاب السوق بحالة من الذعر قادت إلى البيع العشوائي.
وانخفض سهم إعمار بنسبة 2.1 في المائة إلى 11.25 درهم بعد أن وصل إلى نقطة الدعم 11 درهما والتي تمكن من الارتداد ثانية فوقها بعد دخول طلبات شراء التقطته عند هذه المستويات المغرية, كما سجلت بقية الأسهم القيادية في السوق تراجعات كبيرة أعلاها لسهم تبريد بنسبة 7.8 في المائة ليخسر السهم في يومين قرابة 13 في المائة وسلامة للتأمين 5.2 في المائة ودبي الإسلامي 4.4 في المائة إلى 9.22 درهم وشعاع 4 في المائة إلى 7.50 درهم والعربية للطيران 3.6 في المائة إلى 1.85 درهم ودبي المالي 3 في المائة إلى 5.48 درهم.
وأكد ياسين أحجام التداولات التي ظلت ضعيفة طيلة الجلسة بسبب غياب الاستثمار الأجنبي الذي يقود الأسواق، سواء في الهبوط، حيث غابت طلبات الشراء في الوقت الذي كثرت عروض البيع, وتواكب مع ذلك حالة الترقب التي تسود الأسواق لنتائج الربع الأول، حيث يفضل كبار المستثمرين البقاء خارج الأسواق حاليا إلى حين معرفة أرباح الشركات عن الربع الأول والتي ستحدد مسار السوق على الأقل للأشهر الستة المقبلة.
وأضاف أن نقطة الدعم لسهم إعمار حسب التحليل الفني كانت عند 11 درهما وعندما وجد بعض المستثمرين خصوصا المضاربين أن السهم في طريقه إلى هذه النقطة سارعوا بالبيع عند مستويات 11.35 درهم في محاولة للعودة إلى شراء السهم عند مستويات اقل وبالتالي تحقيق ربح جيد وهو ما تحقق لهم .
وبنفس القوة من الهبوط جاءت تعاملات سوق العاصمة أبو ظبي بضغط من هبوط حاد لأسهم قطاعي العقارات والطاقة, وباستثناء ارتفاع 3 أسهم فقط هي تكافل والجرافات والشارقة للأسمنت انخفضت أسعار 36 شركة, وتدنت التداولات إلى 444 مليون درهم.
وعاد مؤشر سوق الدوحة لليوم الثالث على التوالي لتسجيل انخفاض بنسبة كبيرة بلغت 1.1 في المائة من تراجع أسعار 21 شركة مقابل ارتفاع أسعار 7 شركات بتداولات قيمتها 316.8 مليون ريال من تداول 6.4 مليون سهم.
ووفقا لوسطاء في السوق، فإن أسهم القطاع المصرفي هي التي ضغطت على المؤشر إضافة إلى سهم صناعات قطر صاحب الثقل الأكبر، والذي انخفض بنسبة 2.9 في المائة إلى 129.50 ريال، وأنخفض سهم المصرف 1.7 في المائة والدولي 2.6 في المائة والريان 0.97 في المائة، حيث أستحوذ مع سهم ناقلات على 61 في المائة من عدد الأسهم المتداولة.
وقادت أسهم قطاعي البنوك والاستثمار حركة الهبوط في بورصة الكويت التي تمكنت في نصف الساعة الأخيرة من تقليص خسائرها التي تجاوزت 1 في المائة بدعم من ارتداد الأسهم القيادية من الهبوط إلى الاستقرار أو الارتفاع الطفيف.
وعدّ محللون في السوق الكويتية أن السوق بحاجة بالفعل إلى عملية تصحيح قوية بعد سلسلة الارتفاعات القوية التي مكنتها من اختراق حاجز الـ 14.000 نقطة .
وتمكنت سوق مسقط من مقاومة عمليات البيع ساعدها على ذلك تراجع حجم التداولات لليوم الثاني على التوالي إلى 7.7 مليون ريال من تداول 10 ملايين سهم, وانخفض المؤشر بأقل من ربع في المائة.
وعلى غرار جلسة أول أمس عكس مؤشر سوق البحرين مساره في اللحظات الأخيرة، ولكن من الارتفاع إلى الهبوط بضغط من تراجع قطاعي البنوك والاستثمار، خصوصا سهم استيراد الذي انخفض بنسبة 1.1 في المائة.