ترجيحات بعدم تأثر الأسواق الإقليمية بتراجع العملة الأمريكية
أبدى محمد سيف النصر رئيس إدارة الأصول في شركة الأهلي المالية - الذراع الاستثمارية للبنك الأهلي التجاري - تفاؤله الكبير بشأن وضع الأسهم السعودية والخليجية للعام الحالي 2008، بينما لم يخف سيف النصر قلقه من أن تباطؤ نمو السوق الأمريكية سيرمي بثقله على أسعار النفط خلال العام المقبل تماما ً كما حدث في الركود الاقتصادي الأمريكي في عام 2001، متوقعا أن تخفض منظمة أوبيك للدول المصدرة للنفط إنتاجها المعروض بهدف تهدئة الأسعار.
وعلى الرغم من ذلك استبعد سيف النصر تأثر منطقة الخليج بأي خفض لأسعار بيع النفط لأن موازنة الدولة متوازنة عند أسعار محددة بأقل من 50 دولارا، مشيرا إلى أنه يمكن دعم المستوى الحالي لنفقات رأس المال في منطقة الخليج حتى 45 - 50 دولار، ناهيك عن أن الفائض من أسعار النفط يضاف إلى الاحتياطي النقدي. وقال إن الديموغرافيا المشجعة والسوق المحلية الهائلة والشركات الصاعدة وتحرير الصناعات، والتركيز على التعليم والاستخدام النوعي للثروة القومية كلها تصب في التغييرات الهيكلية التي تساعد الاقتصاديات على مضاعفة الازدهار الاقتصادي وقيادة معدلات النمو إلى الأمام.
وقدم سيف النصر خلال حفل نظمته الجمعية البحرينية للمحللين الماليين القانونيين لاستعراض التوقعات السنوية بشكل عام نظرة متفائلة فيما يتعلق بانتعاش الأسواق من حيث مشاريع المنطقة التي يقدر حجمها بأكثر من 1.63 تريليون دولار، وبأنها ستولد فرصاً واعدة لكل من أصحاب الأعمال والمستهلكين. وأفاد أن حصول تعديل لتثبيت أسعار النفط مسألة وقت لا غير حيث إن الحكومات ستؤثر تعديل أسعار العملات كآلية ليس فقط لكبح جماح التضخم، بل أيضاً للحفاظ على انسيابية نمو هذه الأسواق وتوظيف أموالها في مشاريع متنوعة. وفي رأيه كل شيء محتمل، الأسواق الخليجية تمنح المستثمرين فرصة استثمارية فريدة بنسب تقييم تتماشى مع الأسواق الناشئة برغم حصولها على مستويات عالية من الربحية. وأشار إلى توافق في المنطقة مع مؤشر مورجان ستانلي العربي بحيث تقدر نسبة استثماراته 8.7 في المائة في مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة (أكثر من 6.8 في المائة للهند).
أما بالنسبة للسعودية، فإن نسبة الاستثمارات المتوافرة في المملكة تعادل من حيث ارتفاعها نسبة 56.7 في المائة مقابل مؤشر مورجان ستانلي الخليجي - أي ضعفي حجم استثمارات الكويت وأكثر من أربعة أضعاف الاستثمارات المتوافرة في الإمارات - والتي تمثل 4.3 في المائة على مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة. في الوقت الذي نلاحظ فيه أن ملكية الأجنبي المباشرة حالياً صفر.
ونوه سيف النصر بأن انخفاض ملكية المستثمر الأجنبي في الأسواق الخليجية، يبعد هذه الأسواق عن كثير من التقلبات في ظل ضغوطات الركود الاقتصادي الأمريكي (بخلاف كثير من الأسواق الناشئة الأخرى مثل الهند والصين)، مؤكدا من خلال نظرته الإيجابية للأسواق أن أسواق السعودية والإمارات وقطر احتلت المركز الأول، في حين كانت نظرته لأسواق عُمان والبحرين حيادية.