صندوق النقد: المضاربون وراء ارتفاع أسعار الذهب والنفط

صندوق النقد: المضاربون وراء ارتفاع أسعار الذهب والنفط

أفادت دراسة لصندوق النقد الدولي أن الارتفاع الحاد الذي شهدته أخيرا أسعار المواد الأولية مثل الذهب والنفط يعود بشكل كبير إلى عوامل مضاربة.
وأشارت المؤسسة الدولية إلى أن "المواد الأولية استخدمت بازدياد لتنويع المحافظ" الاستثمارية في الأشهر الأخيرة. وأضافت أن "هذه العوامل المالية تفسر الى درجة كبيرة ارتفاع أسعار النفط الخام منذ مطلع عام 2008، وكذلك ارتفاع أسعار مواد أولية أخرى".
ونشرت الدراسة فيما بقيت أسعار مختلف المواد الأولية مرتفعة جدا، بعد أن وصلت إلى أرقام قياسية أخيرا. فتجاوز سعر برميل النفط 110 دولارات فيما قفزت أونصة الذهب إلى أكثر من ألف دولار قبل أن تهبط قليلا.
ويبرر الصندوق الارتفاع الحاد في الأسعار بعدة عوامل، لا سيما "تراجع قيمة الدولار وهبوط نسب الفوائد (...) ما عزز جاذبية المواد الأولية كأصول بديلة" في محافظ الأسهم. وذلك يصح بصورة خاصة بالنسبة إلى الذهب، بحسب المؤسسة الدولية.
وأقر صندوق النقد بأن "الحيوية الحالية في أسعار المواد الأولية مربكة لبعض المحللين"، مذكرا بأن أسعار المواد الأولية تراجعت في أثناء فترات التباطؤ الاقتصادي الأخيرة. وأوضح أن ذلك يوحي "بعدم ارتباط أسعار المواد الأولية والتباطؤ الجاري في الاقتصاد العالمي".
من جهة أخرى، ارتفع الدولار مقابل الين الياباني والفرنك السويسري أمس، لينهي الأسبوع على مستويات أعلى مما كان عليها في بدايته وذلك بعد هبوطه إلى مستويات قياسية في أعقاب انهيار بنك الاستثمار بير ستيرنز
الذي أثار مخاوف من اتساع نطاق الأزمة الائتمانية.
وتشبث الدولار بمكاسبه مع إقبال المستثمرين على بيع السلع الأولية مثل النفط والذهب وعودتهم لشراء العملة الأمريكية لعوامل منها جني أرباح المكاسب الكبيرة التي تكونت من ارتفاع الأسعار وذلك قبل عطلة أسبوعية طويلة واقتراب نهاية الربع الأول من العام.
وقال هيديكي اميكورا مدير الصرف الأجنبي لدى نومورا تراست اند بانكنج "نحن لا نعلم حتى الآن ما إذا كانت هذه هي نهاية اضطرابات أسواق الائتمان التي هزت الدولار أم أنها نهاية الفصل الأول".
وكانت حركة التعامل محدودة نظرا لإغلاق العديد من الأسواق العالمية أمس، بمناسبة عطلات عيد القيامة.
وقال متعاملون إن من السابق لأوانه توقع انتعاش مستمر للدولار الذي انخفض إلى أدنى مستوى منذ 13 عاما مقابل الين الياباني في بداية الأسبوع وسجل أدنى مستوياته على الإطلاق مقابل العملة الأوروبية الموحدة والفرنك السويسري.
لكن الثقة في الاستثمارات الأمريكية عادت بعض الشيء بفضل الخطوات الجريئة التي اتخذها مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لتخفيف الأزمة الائتمانية.
ومن هذه المبادرات قيام مجلس الاحتياطي بدفع بنك جيه بي مورجان تشيس
للاستحواذ على منافسه بير ستيرنز والشروع في تقديم قروض مباشرة لشركات الأوراق المالية للمرة الأولى منذ الكساد العظيم وخفض أسعار الفائدة ثلاثة أرباع نقطة مئوية إلى 2.25 في المائة.
وارتفع الدولار بفضل هذه التدابير 1.5 في المائة مقابل سلة من العملات الرئيسية. وسجل الدولار أمس الأول أكبر المكاسب مقابل اليورو منذ منتصف كانون الأول (ديسمبر) مع انخفاض أسعار النفط لفترة وجيزة عن مستوى 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ أسبوعين وانخفاض الذهب إلى أدنى مستوى منذ شهر.
وارتفع اليورو الأوروبي بنسبة 0.1 في المائة تقريبا عن مستواه في أواخر المعاملات الأمريكية أمس الأول إلى 1.5445 دولار لكنه ظل بعيدا عن المستوى القياسي الذي سجله يوم الإثنين الماضي عند 1.5905 دولار في التعاملات الإلكترونية على شبكة إي بي إس.
وصعد الدولار أمس نحو 0.3 في المائة أمام العملة اليابانية إلى 99.65 ين بعد هبوطه يوم الاثنين إلى 95.77 ين مسجلا أدنى مستوى منذ نحو 13 عاما. وبلغت مكاسب الدولار هذا الأسبوع 0.6 في المائة. وزاد الدولار 0.1 في المائة أمام العملة السويسرية إلى 1.0087 فرنك.

الأكثر قراءة