محللون: الأسهم الإماراتية تحاكي الأمريكية في تقلباتها

 محللون: الأسهم الإماراتية تحاكي الأمريكية في تقلباتها

توقع محللون ماليون أن تشهد أسواق الإمارات بداية من تعاملات الأسبوع الجاري عمليات تجميع هادئة على عدد من الأسهم المنتقاة بهدف بناء مراكز سعرية جديدة تعتمد على التحليل المالي لميزانيات الشركات لعام 2007، مع الأخذ بعين الاعتبار خطط التوسع لتلك الشركات كما توقعوا عودة نشاط المضاربين في مثل هذه الفترة من العام قبيل إعلان الشركات عن نتائج الربع الأول حيث عادة ما تتسرب نتائج شركات معينة إلى الأسواق تسهم في نشاط المضاربين.
وأرجع المحللون الانخفاض الذي سجلته الأسواق الإماراتية الأسبوع الماضي بنسبة 2 في المائة، محصلة تراجع سوق دبي بنسبة 3 في المائة وسوق أبوظبي 1.2 في المائة، إلى التراجع الحاد في الأسواق العالمية بعدما أصبح هناك رابط قوي بين السوقين.
وقال الدكتور محمد عفيفي مدير قسم الأبحاث والدراسات في شركة الفجر للأوراق المالية إن الأسبوع الماضي كان عصيبا على المستثمرين حيث واصل المؤشر العام للسوق الإماراتي مسلسل الانخفاض الذي بدأه منذ نهاية شهر شباط (فبراير) الماضي، ووصلت أسعار إغلاقات العديد من الأسهم لمستويات متدنية لم تبلغها منذ فترة زمنية ليست بالقصيرة وانخفض المؤشر بنسبة 2.02 في المائة.
وأضاف أن درجة الارتباط النفسي بين الأسواق المحلية والأسواق العالمية ارتفعت إلى درجة كبيرة وسادتها حالة من عدم الاستقرار الأمر الذي شكل ضغطا على أسعار إغلاقات العديد من الأسهم إلى الأسفل وعملت كقوة طرد لشريحة أخرى من السيولة النشطة إلى خارج الأسواق.
وأكد أن السوق الإماراتية باتت تحاكي الأحداث والتطورات في الأسواق الأمريكية بغض النظر عن التطورات والأحداث المحلية لذلك جاء ردة فعل السوق على القرار الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة مماثلا لردة فعل السوق الأمريكية حيث استطاع المؤشر العام لسوق الإمارات أن يعوض بعضا من خسائره.
وأضاف أن البعض توقع أن تحقق السوق ارتفاعا قويا مثل السوق الأمريكية إلا أن ضعف حجم السيولة المحلية وضرورة تغطية الحسابات المكشوفة مع نهاية جلسة التداول شكل عائقا أمام استمرار الاتجاه الصاعد للسوق المحلية ولم تستطع السوق المحلية أن تحاكي السوق الأمريكية بل إن سوق دبي لم تستطع الصمود أمام عمليات تغطية المكشوف وفقدت كل مكتسباتها التي حققتها بداية الجلسة.
وتوقع عفيفي عودة الأسواق إلى الارتفاع وبقوة بداية الأسبوع الجاري في ظل مجموعة من العوامل منها اقتراب فترة الإفصاح عن النتائج ربع السنوية التي ستعلن بكل وضوح عن عدم تأثر نتائج الشركات المحلية بالأزمات التي يمر بها الاقتصاد الأمريكي، وعن عدم واقعية الربط القائم حاليا فيما بين السوقين الأمريكية والمحلية، كما من المتوقع في مثل هذه الفترات أن تشهد الأسواق نشاطا للعديد من المضاربين الذين سيحاولون التغلب على مشكلات تطبيق نظام فصل الحسابات ونقص التمويل في ظل تسريبات لبعض الأخبار والنتائج، كما أن هناك تحولا في العديد من المؤشرات الفنية نحو الإيجابية أكثر من السلبية وينقصها فقط تدفق للسيولة لتأكيد تلك الايجابية، وقال محمد علي ياسين مدير شركة الإمارات للوساطة إن المرحلة المقبلة ستشهد بداية تجميع هادئة على عدد من الأسهم المنتقاة بهدف بناء مراكز سعرية جديدة، حيث سيكون اعتماد القرار الاستثماري مبني على التحليل المالي لميزانيات الشركات لعام 2007، مع الأخذ بعين الاعتبار خطط التوسع لتلك الشركات.
وأكد أن الاستثمار في الأسواق الإماراتية مرتبط وبشكل كبير في المناخ الاستثماري المحلي الجيد الذي يشهد نمواً كبيراً في كل القطاعات منذ مطلع العام الحالي 2008، حيث ظهر ذلك من خلال توزيعات أسهم المنحة، وإصدار الصكوك التي تتحول إلى أسهم لعدد من شركات القطاع العقاري والقطاعات الأخرى المساندة، بهدف توفير جزء من السيولة الذاتية من الشركات لتمويل الخطط الاستثمارية المستقبلية لتلك الشركات، مضيفا أن الأسواق الخليجية لا تزال تحقق نموا قياسيا بفضل التشريعات الاقتصادية الداعمة لمسيرة النمو الاقتصادي.

الأكثر قراءة