أمريكا: الوقود الأحيائي يرفع أسعار الغذاء برعاية حكومية

أمريكا: الوقود الأحيائي يرفع أسعار الغذاء برعاية حكومية

ترتفع أسعار السلع باطراد ويشكو كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات صناعة المواد الغذائية من أن التكاليف لن تنخفض مادامت الحكومة الأمريكية مستمرة في دعم مزارعي الذرة لإنتاج الإيثانول.
وتوالت الاتهامات على صناعة الإيثانول بأنها السبب في كل شيء من ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى الإضرار بالبيئة. وأدى الاستخدام المكثف للذرة في هذه الصناعة إلى انقسام في القطاع الزراعي.

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

ترتفع أسعار السلع باطراد ويشكو كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات صناعة المواد الغذائية من أن التكاليف لن تنخفض مادامت الحكومة الأمريكية مستمرة في دعم مزارعي الذرة لإنتاج الإيثانول.
وتوالت الاتهامات على صناعة الإيثانول بأنها السبب في كل شيء من ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى الإضرار بالبيئة. وأدى الاستخدام المكثف للذرة في هذه الصناعة إلى انقسام في القطاع الزراعي. فالمزارعون سعداء بالارتفاع القياسي في الأسعار لكن منتجي الماشية الخبازين يشكون من ارتفاع التكاليف.
وقال كبار المسؤولين التنفيذيين في قمة رويترز عن الغذاء في شيكاغو هذا الأسبوع إنه يتعين أن يعيد المشرعون بحث الأمر. وقال البعض إنه يتعين فرض قيود على إنتاج الوقود من مصادر الطاقة المتجددة أو إلغاء مزايا يحصل عليها المزارعون لإنتاجه وإلا سيظل المستهلكون يشعرون بوطأة ذلك على الأسعار.
وقال سي جيه فرالي مدير عمليات أمريكا الشمالية في شركة سارا لي كورب عن استخدام الذرة في صناعة الإيثانول "نود لو خصصت مساحات الأراضي هذه لزراعة القمح ومنتجات توجه للغذاء لكن هذا هو الحال في الوقت الراهن".
وأضاف "اقتصاديات إنتاج الإيثانول لا تدعم هذا القرار باعتباره قرارا اقتصاديا جيدا... في الأجل القصير لا يعتبر استخدام الذرة في صناعة الايثانول قرارا جيدا بالنسبة للمستهلك الأمريكي".
وروج البعض للإيثانول على أنه السبيل لخفض اعتماد الولايات المتحدة على النفط الأجنبي. وزاد استخدام الذرة في صناعة الإيثانول إلى ثلاثة أمثاله من 2001 إلى 2006 وتقدر الحكومة أن ربع إنتاج الذرة يوجه للإيثانول.
ويشجع صناع القرار هذه الزيادة. ودعا قانون عن الطاقة أقر في كانون الأول (ديسمبر) لإنتاج تسعة مليارات جالون من الوقود من مصادر طاقة متجددة هذا العام ارتفاعا من خمسة مليارات في عام 2005 وأن ترتفع إلى 36 مليار جالون خلال 14 عاما.
وتوفر الحكومة كذلك لصناع هذا الوقود إعفاءات ضريبية لتحويل الإيثانول إلى وقود سيارات وتفرض رسما جمركيا على الإيثانول المستورد.
في حين أشاد المسؤولون التنفيذيون في القمة بأهداف هذه المساعي إلا أنهم قالوا إن المستهلكين لن يرضوا عن النتائج. وسعى مسؤولو الشركات لحشد تأييد المشرعين سواء بشكل مباشر أو عن طريق اتحادات تجارية لدراسة الأمر من جديد.
وقال ريك سيرر رئيس عمليات شركة كرافت فودز في أمريكا الشمالية "نحن بالتأكيد كمجتمع نرغب في تقليل اعتمادنا على النفط الأجنبي... وللأسف فإن التفويض بإنتاج الوقود العضوي له عواقب غير مرغوب فيها فيما يتعلق بالتأثير في أسعار الغذاء".
وأشار إلى توجيه المزيد من الأراضي الزراعية لإنتاج الذرة وتقليل المخصص لزراعة القمح وفول الصويا، مما أدى إلى ارتفاع أسعارهما حتى مع استمرار ارتفاع أسعار الذرة بسبب نمو الطلب.
ويريد جاري رودكين الرئيس التنفيذي لشركة كون اجرا فودز من الحكومة أن تعرض حوافز على منتجي الوقود الحيوي ليستخدموا المزيد من البدائل غير الغذائية والحد من كميات الوقود الحيوي المنتجة. ويرغب كذلك في رؤية تحويل الجهات
التنظيمية لمساحات أكبر من الأراضي لبرامج الزراعة التقليدية لاستخدامها في زراعة محاصيل غذائية.
ويتفق كيندال باول الرئيس التنفيذي لشركة جنرال ميلز في الرأي القائل إن التوجه لإنتاج الوقود الحيوي من بدائل غير غذائية سيكون خطوة جيدة.
وقال "سيكون من الخير أن نتمكن من تطوير صناعة وقود حيوي تتسم بالكفاءة والجدوى الاقتصادية وتعتمد على النباتات العشبية ومنتجات مخلفات السيليولوز".
وأشار مسؤولون آخرون في القمة إلى أنه يتعين كذلك مناقشة الإعفاءات الضريبية والتعرفات الجمركية.
غير أن ريتشارد فيديريكو رئيس سلسلة مطاعم تشاينا بيسترو لا يقلقه ارتفاع أسعار السلع بقدر ما يقلقه ارتفاع تكاليف العمالة التي تواصل ارتفاعها باطراد. ويقول "هذا الارتفاع لن يدوم وستتراجع الأسعار لمستويات طبيعية".
ولكن جو ساندرسون الرئيس التنفيذي لـ "ساندرسون فارمز" رابع أكبر مزرعة دواجن في الولايات المتحدة لديه وجهة نظر أكثر عملية فيقول إن من المستبعد أن تتغير الأوضاع. وأضاف "هناك ما بين 40 و50 شركة لتصنيع منتجات الدواجن. هل تعلم عدد مزارعي الذرة.. عدد منتجي الإيثانول أكبر من عدد منتجي الدواجن".
وتابع "البنية الأساسية لإنتاج الإيثانول قائمة... مصانع الإيثانول موجودة. لا أعتقد أن سعر الدجاج مسألة حساسة بالنسبة للمستهلك الأمريكي مثل سعر البنزين وهذا ما هو الأساس الذي بنى رجال الكونجرس حساباتهم عليه".

الأكثر قراءة