الدولار يواصل الهبوط.. لا بوادر للتوقف

الدولار يواصل الهبوط.. لا بوادر للتوقف

هوى الدولار إلى مستوى متدن جديد أمام اليورو في التعاملات الآسيوية أمس، بفعل مخاوف المستثمرين من سقوط مزيد من الضحايا من بين مؤسسات القطاع المالي في الأزمة المالية المتنامية في الولايات المتحدة، وذلك بعد استحواذ مؤسسة جيه بي مورجان على بنك الاستثمار بير ستيرنز.
وتجاهلت السوق البارحة الأولى أنباء ذكرت أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أعلن عن تدابير استثنائية لوضع حد للازمة المالية سريعة الانتشار باستخدام أدوات لم يستخدمها منذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن استنفد بنك الاستثمار بير ستيرنز السيولة بسبب إقبال شديد من عملائه على سحب أموالهم يوم الخميس. ويوم الجمعة حصل البنك على سيولة استثنائية من مجلس الاحتياطي عن طريق "جيه بي مورجان".
وقال "جيه بي مورجان" أمس إنه سيشتري "بير ستيرنز" في صفقة تسدد قيمتها بالأسهم وإن "مجلس الاحتياطي" سيمول ما يصل إلى 30 في المائة من أصول "بير ستيرنز" الأقل سيولة.
وانخفض الدولار بشدة وسجل أدنى مستوياته على الإطلاق مقابل اليورو الأوروبي والفرنك السويسري، كما انخفض دون 96 ينا ليسجل أدنى مستوى منذ 13 عاما مقابل العملة اليابانية مع تدهور ثقة المستثمرين في الأصول الأمريكية بسبب تشديد شروط
الائتمان والمخاوف من ركود اقتصادي.
وفي الأشهر الأخيرة أقبل المستثمرون على بيع الدولار بسبب الشكوك في قدرة "مجلس الاحتياطي" على معالجة الأزمة المتنامية في سوق سندات الرهن العقاري الأمريكية التي أحدثت اضطرابات في أسواق الائتمان وقوضت إجراءات المجلس لدعم الاقتصاد من خلال خفض أسعار الفائدة.
وهبط الدولار إلى 95.77 ين في التعاملات الإلكترونية على نظام إي بي إس أي أنه انخفض نحو 3 في المائة عن اليوم السابق قبل أن ينتعش إلى 96.20 ين في أواخر المعاملات في طوكيو.
وسجل اليورو الأوروبي ذروة جديدة فبلغ 1.5905 دولار على نظام إي بي إس لكنه تراجع قليلا فيما بعد إلى 1.5866 دولار بارتفاع 1.2 في المائة. وانخفض الدولار إلى 0.9572 فرنك سويسري مسجلا أدنى مستوى على الإطلاق ثم تحسن
إلى 0.9715 دولار بانخفاض 2.7 في المائة عن اليوم السابق.
وشهدت البورصات الآسيوية أمس الإثنين تراجعا كبيرا في أعقاب قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) البارحة خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية إلى 3.25 في المائة .
وهبط المؤشر الرئيسي للأسهم اليابانية أكثر من 3 في المائة أمس الإثنين ليسجل أدنى مستوى إغلاق منذ عامين ونصف العام تحت وطأة انخفاض أسهم شركات مصدرة مثل "تويوتا موتور" مع انخفاض الدولار لأدنى مستوى منذ 13 عاما أمام الين، الامر الذي ألقى بظلاله على توقعات الأرباح.
وانخفضت أيضا أسهم الشركات المالية اذ أدى استحواذ مؤسسة جيه بي مورجان على شركة بير ستيرنز الى تفاقم حدة المخاوف من سقوط مزيد من الضحايا من بين مؤسسات القطاع المالي في الأزمة المالية المتنامية في الولايات المتحدة.
وفي نهاية المعاملات في بورصة طوكيو انخفض مؤشر نيكي القياسي بنسبة 3.7 في المائة أي 454.09 نقطة لينهي اليوم على 51ر11787 نقطة ويسجل أدنى مستوى منذ آب (أغسطس) عام 2005. كما هبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بنسبة 3.7 في المائة أيضا أي 43.58 نقطة ليصل إلى 1149.65 نقطة مسجلا أدنى مستوى منذ حزيران (يونيو) عام 2005.
في الوقت نفسه تراجع مؤشر توبكس للأسهم الممتازة بمقدار 43.58 نقطة أي بنسبة 3.65 في المائة إلى 1149.65 نقطة، كان الين قد ارتفع أمام الدولار إلى أعلى مستوى له منذ آب (أغسطس) 1995 مسجلا 95 ينا في تعاملات ظهيرة اليوم.
وفي أسواق العملة اليابانية تراجع الدولار أمام الين مسجلا أثناء التداولات 96.25-96.30 ين مقابل 100.27 - 100.300 ين في ختام تعاملات الأسبوع الماضي.
وفي بورصة هونج كونج تراجع مؤشر هانج سينج الرئيسي بنسبة 4.01 في المائة إلى 21346.32 نقطة وذلك في ظل ارتباط دولار هونج كونج بالدولار الأمريكي مما يجعل اقتصاد الإقليم التابع سياسيا للصين حساسا جدا لأي تغيرات في الاقتصاد الأمريكي.
وفي الهند أدت عمليات البيع الكبيرة التي قامت بها صناديق الاستثمار إلى تراجع مؤشر سينسكس الرئيسي في بورصة مومباي للأوراق المالية بنسبة 3.78 في المائة إلى 15165.11 نقطة. في حين تراجع مؤشر إسكس الرئيسي ببورصة سيدني الأسترالية بنسبة 2.3 في المائة إلى 5087 نقطة وتراجع مؤشر كوسبي في بورصة سول الكورية الجنوبية بنسبة 1.61 في المائة إلى 1574.44 نقطة وتراجع مؤشر ستريتس تايمز السنغافوري بنسبة 1.57 في المائة إلى 2794.41 نقطة.
وهوت الأسهم الأوروبية في التعاملات المبكرة أمس، مع خوف المستثمرين من آثار بيع بنك بير ستيرن وتراجع الدولار وارتفاع أسعار النفط. وهبط مؤشر يورفرست لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى بنسبة 3 في المائة إلى 1217.81 نقطة متأثرا بخسائر كبيرة في الولايات المتحدة وآسيا بعد أن كشف بنك جيه بي مورجان عن شراء منافسه بير ستيرن بسعر منخفض للغاية.
وقال جوستن ستيوارت من "سفن اينفستمنت مندجمنت" "هذه ليست أنباء طيبة للقطاع أو للعاملين فيه لكن كان يجب أن يحدث ذلك إذ إن مجلس الاحتياطي الاتحادي لا يمكنه الاستمرار في إنقاذ البنوك".
وقادت أسهم البنوك الأسهم الخاسرة فهبط سهم "إتش بي أو إس" 11.7 في المائة و"يو بي إس" بنسبة 8.6 في المائة وهبطت أسهم كل من رويال بنك أوف سكوتلاند و"باركليز" و"إلايانس ليستر" بأكثر من ستة في المائة.
وهوى سهم مجموعة سيمنز الهندسية الألمانية 12 في المائة بعد أن أصدرت تحذيرا بشأن الأرباح لكن سهم "بريتش إنرجي" ارتفع 17 في المائة بعد أن قالت إنها تجري محادثات قد تقود إلى اندماج أو عرض شراء. وخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي سعر الخصم يوم الأحد الماضي بمقدار ربع نقطة إلى 3.25 في المائة.

الأكثر قراءة