نجران ترسم ملامح مستقبلها الاقتصادي على وقع "ارحبوا" و"ماجور"
بينما تتهيأ منطقة نجران لرسم مرحلة جديدة في تاريخها، خاصة على المستويات الاقتصادية والاستثمارية بتوقيع مذكرة تفاهم مع هيئة الاستثمار غدا لتسويق فرصها الاستثمارية، خاصة في التصنيع والتعدين والسياحة، تفرغ أبناؤها أمس للترحيب بضيوفهم على طريقتهم المحببة "ارحبوا" و"ماجور .. والسلامة".
توالي الوفود إلى مطارها الذي يستعد لتوسعة جديدة لم يمنع مضيفينا من مرافقتنا بجولات على أرجاء المدينة وأسواقها التراثية أمس.
بساطة النجرانيين وكرمهم يختلطان بثقافة واسعة، فهم يحدثونك عن التاريخ والأمم القديمة التي كانت في هذا الموقع والحضارات السائدة قديما، بيد أن ذلك لا يخفي الغبطة بتطور المنطقة واحتوائها على مشاريع عملاقة صحية وتعليمية وطرق وبنية تحتية.
على متن رحلة طائرة الخطوط السعودية 1863 كان مسعود، وهو شاب نجراني وديع يتحدث بتلقائية عن التحولات التي شهدتها المنطقة خلال العقد الماضي، يقول وهو يشير من نافذة الطائرة قبل عشر سنوات: لم يكن ذاك موجودا، ولا ذاك، ولا حتى تلك المباني، كان يشير أولا إلى طرق تخترق المنطقة ثم إلى مبنى كبير يتوسطها وأخيرا إلى مجموعة أحياء جديدة.
المدينة "المنطقة" الهادئة على موعد خلال الساعات المقبلة مع الانطلاق لوضع أرجلها على طريق الاستثمار من خلال مذكرات رسمية يوقعها الأمير مشعل بن سعود الحاكم الإداري، الذي يتمتع كما يردد الناس هنا بقدرة على جلب المشاريع والسير قدما بمدينة التاريخ والآثار والأخاديد إلى فضاءات الاستثمار والتطور.
ويعقد أهل المنطقة على الخطوات الجديدة التي ستبدأ بواكيرها غدا آمالا عريضة في خلق فرص عمل لأبناء المنطقة الذين باتت مغادرتهم لها لأجل الدراسة الجامعية شيئا من الماضي بعد الجامعة الجديدة.
وما يقود المنطقة إلى الطموحات الكبيرة، فضلا عن وجود رجل مثل مشعل بن سعود، هو ما تشير إليه نتائج البحث والتنقيب في عدد من المواقع التعدينية ذات الاحتياطيات الاقتصادية التي تشكل فرصا استثمارية ذات مردود اقتصادي عال، حيث يتوافر في المنطقة أحجار الزينة الرخامية الطبيعية من النوعيات المميزة والجرانيت الرمادي والوردي والأحمر، وغيرها.
كما تزخر المنطقة بفرص استثمارية في أنواع الفلزات، مثل: الذهب، الفضة، النحاس، والزنك، وكثير من المشاريع الأخرى.
يُشار إلى أن المنطقة احتضنت خلال الفترة الماضية مشاريع عملاقة، مثل: شركة الأسمنت، شركة نجران القابضة للتنمية الصناعية، ومشاريع سياحية عملاقة.