خبراء: تراجع الاقتصادات الغربية يزيد الإصدارات الأولية في المنطقة

خبراء: تراجع الاقتصادات الغربية يزيد الإصدارات الأولية في المنطقة

يرى خبراء ومراقبون ماليون أن الرغبة في طرح المزيد من الإصدارات العامة الأولية في أسواق الشرق الأوسط آخذة في التزايد في ظل تواصل حالة الارتباك والتراجع الاقتصادي التي تشهدها الأسواق المالية الغربية، مشيرين إلى أنه من المتوقع أن تسهم التشريعات الاتحادية الجديدة في دولة الإمارات في اجتذاب المزيد من هذه الإصدارات خلال الفترة المقبلة.
وأوضح ديب مرواها كبير مديري المؤتمرات لقمة الشرق الأوسط الثالثة للإصدارات الأولية العامة، التي تفتتح في 16 آذار(مارس) الجاري في فندق إنتركونتننتال أبو ظبي، أنه من المتوقع أن تخفض التشريعات الحد الأدنى لقيمة الأسهم التي يجب أن تبيعها الشركات من 55 في المائة إلى 30 في المائة مما يسمح للأعضاء المؤسسين لهذه الشركات بالاستحواذ على النسبة الكبيرة من رأس المال.
وأكد مرواها بأن هذه الخطوة من شأنها أن تقود فعليا إلى تنامي ظاهرة الإصدارات الأولية الجديدة من قبل الشركات العائلية التي تسعى إلى توفير التمويل ولكنها تتردد في التخلي عن دور السيطرة.
وقد أجلت شركة القدرة القابضة في أبو ظبي أخيرا الحصة الأولى من الاكتتابات الخاصة بزيادة رأس المال المتمثلة في طرح ما يعادل 55 في المائة من رأس المال.
و من المتوقع أن تطرح الشركة هذه الإصدارات العامة الأولية في أواخر هذا العام في انتظار القانون الفيدرالي الجديد الخاص بالمتطلبات اللازمة للإصدارات العامة.
وأضاف مرواها أن الأسواق الخليجية على وجه الخصوص باتت تجني الفوائد المترتبة عن ارتفاع أسعار النفط التي ساهمت في تحقيق نمو قوي خلال السنوات الست الماضية وتستثمر هذه العوائد في دعم البنية التحتية و قطاع العقارات والصناعة، مما يسهم في عجلة النمو الاقتصادي الذي تعكسه الزيادة الملحوظة والمتنامية من الشركات المدرجة في أسواق البورصة.
وأوضح مرواها أن الكثير من المراقبين يتوقعون بثقة أن الشركات العربية الخليجية ستبيع ما تريد قيمته على عشرة مليارات دولار من الأسهم خلال السنوات الثلاث المقبلة منوها بأن الإقبال سيتركز في الفترة المقبلة على تلك الشركات التي تتمتع بقيمة مالية جيدة ومجال تخصص متميز، خصوصا المؤسسات المالية المبنية على أسس إسلامية.
وبهذا الخصوص أعطى مرواها مثالا تمثل في مجموعة مستثمرين قاموا بعرض ما يقارب 48 مليار درهم (13.07 دولار) لبنك عجمان الذي يعمل وفق أحكام الشريعة الإسلامية، ما يمثل 86 نقطة زيادة على المبلغ الذي كان البنك يتطلع إلى تحقيقه بزيادة رأس المال وهو ما يعد الإصدار العام الأقوى في الإمارات خلال 15 شهرا الماضية.
وسيدرج بنك عجمان أسهمه في سوق دبي للأوراق المالية الشهر المقبل. وفي مثال آخر حققت شركة ميثاق التكافل للتأمين الإسلامي ومقرها أبو ظبي 43 نقطة زيادة على مبلغ رأس المال المطلوب خلال شباط (فبراير) الماضي.
وحقق طرح الإصدارات العامة الأولية لبنك عجمان، وهي الثانية خلال هذا العام في الإمارات، المعدل الأقوى منذ أن طرحت دبي أسهما في سوق دبي المالي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 محققة 300 نقطة زيادة على المبالغ المطلوبة لتمويل الشركات المعنية في ذلك الوقت.
وتشير الأرقام إلى أن الإصدارات العامة الأولية في 2007 حققت ارتفاعا مهما بلغ 201 في المائة في المتوسط.
ويرى خبراء أن ذلك الارتفاع يعد إنجازاً غير عادي لا بد أن يستقطب المستثمرين من المنطقة والعالم إلى الإصدارات القادمة خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وارتفع حجم المبالغ التي جمعتها الاكتتابات في 2007 بنسبة 40 في المائة إلى 10.5 مليار دولار تصدرتها الإمارات بحجم 5.1 مليار دولار، تلتها السعودية بحجم 4.81 مليار دولار، ثم قطر (389 مليون دولار)، وعمان (156 مليون دولار)، البحرين (69 مليون دولار).
ويرى الخبراء أن أحد أسباب الأداء القوي للأسهم الجديدة في الأسواق يعود إلى استراتيجية تسعير الإصدارات العامة، مشيرا إلى أن العديد من الاكتتابات العام الماضي بيعت بسعر خصم للقيمة الدفترية والأرباح فارتفعت أسعارها بسرعة حينما طرحت في الأسواق.
وساهمت العوامل الأساسية القوية للأسواق الإقليمية ومستويات السيولة المرتفعة، فضلا عن نمو الناتج المحلي وفوائض الميزانيات في تعزيز ثقة المستثمرين في الأسواق.
جدير بالذكر أن قمة الشرق الأوسط الثالثة للإصدارات الأولية العامة سوف تستضيف عدد من الخبراء و المراقبين المتخصصين في مجالات الاستثمار و قادة السوق الذين سيعرضون تجاربهم حول قضايا الاستثمار والعوامل المؤثرة في المجالات الاستثمارية.
و ستبدأ القمة فعالياتها بيوم مخصص لمناقشة الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط يشارك فيه عدد من كبار الخبراء في مجال الاستثمار في المنطقة بما فيهم عارق نقبي الرئيس التنفيذي لمجموعة "أبراج كابيتل" وهنري عزام الرئيس التنفيذي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لبنك دوتشيه، و زياد مكاوي الرئيس التنفيذي لأبراج كابيتل إضافة إلى الخبير الدكتور مارك فابر من هونج كونج.

الأكثر قراءة