الشيخ البراك يطمئن مريضا بالوسواس القهري على سلامة اعتقاده
طمأن الشيخ عبد الرحمن البراك أستاذ العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سائلا عن تأثير الوسواس القهري في تصرفاته في الطهارة أو في الصلاة، أو في حديث النفس, بألا يستجيب لما يلقي الشيطان في نفسه من أن طهارته أو صلاته لم تصح، حتى يضطره إلى تكذيب الطهارة وإعادة الصلاة، فالذي أوصي به من ابتلي بهذا النوع من الوسواس أن يستعين ويستعيذ بالله وألا يستجيب لوسواس الشيطان، ولا يلتفت لما يلقيه في قلبه من الشك في الطهارة أو في الصلاة، بل عليه أن يتوضأ ويمضي ويصلي ولا يعيد شيئاً. وأضاف أنه لو جاء في نفسه أنه أحدث، ولو جاء في نفسه أنه لم تصح منه تكبيرة الإحرام، أو لم يقرأ الفاتحة قراءة صحيحة فلا يلتفت إلى ذلك، بل يمضي ويصبر ولو وجد في نفسه ضيقاً يدعوه إلى الإعادة والتكرار، ومتى صبر المسلم أو المسلمة وقاوم هذا الوسواس، مستعيناً بربه ملتجئاً إليه صرف الله عنه كيد الشيطان وعافاه من شره.
وأوضح أنه حتى لو وصل الأمر إلى الاعتقاد، فإنه لا يضر الإنسان ما يجده في نفسه من أفكار ووساوس باطلة هو يبغضها ويكرهها، وما دام أنه على ذلك فإنها لا تضره، بل إن كراهته وبغضه لهذه الوساوس يدل على صحة الإيمان وقوته، فلولا ما مع الإنسان من الإيمان لما خاف من الخواطر، ولما قلقت نفسه من ورودها على قلبه، ومن لطف الله بعباده أنه سبحانه تجاوز عن هذه الأمة ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم، فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، ما لم تتكلم به أو تعمل به"، وفي رواية عند ابن ماجة بسند صحيح "إن الله تجاوز لأمتي عما توسوس به صدورهم، ما لم تعمل أو تتكلم به، وما استكرهوا عليه".
إذاً فلا يضرك ما تجده في نفسك من هذه الوساوس الرديئة، فأنت والحمد لله تؤمن بالله ورسوله وكتابه ودينه، فإذا وجدت في نفسك هذه الخواطر فقل: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ولا تشغل نفسك به، بل أعرض عنها وتشاغل وقل: آمنت بالله ورسوله.