استبعاد زيادة إنتاج "أوبك" رغم الطلبات المتكررة من المستهلكين الكبار

استبعاد زيادة إنتاج "أوبك" رغم الطلبات المتكررة من المستهلكين الكبار

من المستبعد أن يؤثر تجاوز سعر النفط لمستوى مائة دولار للبرميل في وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" في فيينا هذا الأسبوع ليرفعوا إنتاجهم الذي يقولون إنه أكثر من كاف. وحثت دول مستهلكة بقيادة الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم "أوبك" على ضخ المزيد من النفط في محاولة لتهدئة الأسعار التي تراوحت حول 101.29 دولار للبرميل.
وتراجعت أسعار النفط أمس ولكنها اجتذبت بعض الدعم من توقعات السوق بأن تترك "أوبك" مستويات الإنتاج دون تغيير عندما تجتمع هذا الأسبوع في فيينا.
وهبط الخام الأمريكي الخفيف في عقود شباط (فبراير) 61 سنتا إلى 23ر101 دولار للبرميل. وانخفض سعر مزيج برنت في لندن 56 سنتا إلى 54ر99 دولار للبرميل.
وقال تيم ايفانز المحلل في مجموعة سيتي "نعتقد أن هناك إجماعا قويا على أن المنظمة "أوبك" ستترك على الأرجح حصص الإنتاج دون تغيير".
وتوحي تصريحات أعضاء في "أوبك" في مطلع الأسبوع بأن المنظمة لن تغير مستويات الإنتاج متجاهلة دعوات من الولايات المتحدة لضخ مزيد من النفط من أجل تهدئة الأسعار القياسية التي تجاوزت 100 دولار للبرميل.
وقال وزراء في "أوبك" إن العوامل التي تدفع الأسعار للارتفاع تتجاوز حدود سيطرتهم ومنها انخفاض سعر الدولار وتوترات سياسية ولا تتعلق بأي نقص في إمدادات النفط.
وقال شكري غانم أكبر مسؤول نفطي في ليبيا وأول من وصل إلى فيينا قبيل اجتماع المنظمة المقرر يوم الأربعاء المقبل إنه لا يتوقع أي تغيير في مستويات الإنتاج. وقال "هذا ليس وقتا مناسبا للتغيير". مشيرا إلى أنه وقت الترقب ومتابعة الموقف.
وقالت مصادر من "أوبك" إن هذا الوضع قد يستمر على مدى بقية العام. وقال مصدر من المنظمة "يبدو عاما هادئا فيما يتعلق بموازنة العرض والطلب... "أوبك" قد تبقي على إنتاجها مستقرا بقية العام".
وتوقع المنتجون أن يبلغ نمو الطلب العالمي 1.23 مليون برميل يوميا هذا العام وهو تقدير أكثر تحفظا من بيانات أوردتها وكالة الطاقة الدولية التي تمثل مصالح المستهلكين.
وتدعمت أسعار النفط أمس بإرسال فنزويلا والإكوادور العضوين في "أوبك" قوات إلى كولومبيا المجاورة. وفنزويلا منخرطة في نزاع كذلك مع شركة إكسون موبيل الأمريكية التي حصلت على أحكام قضائية بتجميد 12 مليار دولار من أصول البلاد.
ولم يتسن معرفة رأي السعودية أكبر منتج في "أوبك" بشأن نتائج الاجتماع.
لكن علي النعيمي وزير النفط السعودي قال في مقابلة نشرت في مطلع الأسبوع إن الأسعار لن تنخفض عن ما بين 60 و70 دولارا للبرميل إذ إن هذا هو الحد الأدنى الذي يجعل بدائل النفط التقليدي مجدية اقتصاديا.
ونقل عن النعيمي قوله لمجلة "بتروستراتيجيز" "من الآن أصبح هناك حد لن تنخفض عنه الأسعار".
وعقدت "أوبك" التي تضخ أكثر من ثلث النفط العالمي أحدث اجتماع لها في الأول من شباط (فبراير) الماضي وتركت مستويات إنتاجها دون تغيير. ولم تتفق على زيادة رسمية في الإنتاج منذ أيلول (سبتمبر) الماضي.
وأظهر استطلاع أجرته "رويترز" الأسبوع الماضي إجماع المحللين على أن "أوبك" لن تغير مستويات إنتاجها هذا الأسبوع. وقال مندوبون لدى "أوبك" إن الوزراء من المرجح جدا أن يعقدوا اجتماعا استثنائيا خلال شهر أو شهرين لمراجعة الوضع. كما أن اتخاذ قرار رسمي بإبقاء مستويات الإنتاج دون تغيير يترك للمنظمة مساحة للتحرك بهدوء لتعديل الإنتاج بحيث يعكس الطلب.
وقال أنتوني هالف من شركة نيو إدج للسمسرة "لا أستبعد زيادات في الإنتاج لكن ليس بالضرورة عن طريق تعديل حصص الإنتاج الرسمية". لكن مازال يتعين الانتظار لمعرفة ما إذا كان ذلك قد يكون له أي أثر في الأسعار.
وقال هالف "أصبح من الصعب التكهن بما يمكن أن يخفض الأسعار هذه الأيام... فارتفاع المخزونات وضعف العوامل الأساسية في السوق لم يحل دون استمرار ارتفاعها".

الأكثر قراءة