مركز التواصل الدولي .. وسرعة تصحيح المعلومة

يبدو أن وزارة الثقافة والإعلام تعيد صياغة أسلوبها في التخاطب مع الداخل والخارج بطريقة تعتمد على عمل جماعي لا يبرز الأشخاص بقدر ما يقدم العمل بمهنية واحترافية، وهذا ما عبر عنه وزيرها الدكتور عواد بن صالح العواد في أكثر من مناسبة، وخلال الفترة الماضية ظهر بعض بوادر الصياغة الجديدة دون أن يصاحبه ضجيج إعلامي، كما هي عادة وزارات الإعلام في العالم الثالث؛ فلقد عملت الوزارة على تنظيم التواصل الداخلي مع الجهات الحكومية ومع الصحف والكتاب، كما سيتم تطوير وكالة الأنباء السعودية لتؤدي دورا أكبر داخليا وعالميا. وامتد التنظيم إلى قطاع الإذاعة والتلفزيون، حيث صدر قرار بإنشاء شركة شبكة "الإخبارية" التي تهدف لإيجاد منظومة قوية للأخبار باللغتين العربية والإنجليزية. ومن شأن إيجاد هذه الشركة القوية استقطاب كفاءات قادرة تستطيع تقديم إعلام سعودي مميز "ونقل المحتوى المحلي المعبر عن قيم المجتمع وثقافته الأصيلة إلى العالم من أجل بناء قوة ناعمة ذات أثر إيجابي"، كما ورد في الخبر الذي وزعته الوزارة عن إنشاء هذه الشركة التي ستكون مناصفة بين هيئة الإذاعة والتلفزيون وهيئة وكالة الأنباء السعودية، ويتوقع أن تحقق عائدا ماليا يضمن لها الاستمرار والتطور.
وتمهيدا لبدء الشركة نشاطها تم إيقاف القناة الثانية الناطقة باللغة الإنجليزية، وسيتم إطلاقها فيما بعد بشكل أقوى وأكثر مهنية، كما تم إيقاف القناة الاقتصادية، حيث سيغطى الاقتصاد لأهميته في مختلف القنوات وبجميع اللغات بشكل يليق بدولة عضو في مجموعة العشرين وتحتل المراكز المتقدمة في جميع المحافل الاقتصادية والبترولية على وجه الخصوص، وبعد تغطية هذا الجانب الذي يمثل الإعلام الداخلي نتطرق إلى الإعلام الخارجي الذي كان يؤدى باجتهادات مخلصة لكنها متواضعة، وكان أكبر مأخذ أن تصحيح المعلومات المغلوطة عن بلادنا في الإعلام العالمي يتأخر كثيرا ما يجعل البعض يصدقها وينشرها، ولذا تم إنشاء مركز التواصل الدولي. ويهدف هذا المركز إلى أن يكون نقلة نوعية في التواصل، حيث يعمل على مدار 24 ساعة عبر شبكة اتصال إعلامية فعالة مع وسائل الإعلام الدولية، وقد حقق المركز ما يزيد على 30 مليون تفاعل في وسائل التواصل في وقت قياسي، كما أصدر أكثر من 117 بيانا صحافيا و21 مقال رأي في وسائل إعلام دولية. وقد عمل المركز منذ إنشائه في آب (أغسطس) الماضي على تغطية عدة أحداث مهمة بأسلوب مختلف وهو ما سهل مهمة الإعلام الدولي لنقل هذه الأحداث بلغات عديدة.
وأخيرا يعمل في هذا المركز مجموعة من الشباب السعودي المتحمس الذي يرى عمله واجبا وطنيا قبل أن يكون وظيفة، ولذا يواصل العمل ليلا ونهارا ويحرص على دقة المعلومة وسرعة إرسالها لتصحيح المعلومات المغلوطة عن بلادنا قبل انتشارها بشكل كبير، وقد تراجع كثير من وسائل الإعلام الدولية وقام بتصحيح بعض المعلومات التي يدسها الأعداء للإساءة وتشويه الصورة الواضحة لبلاد لها مكانتها الدينية والسياسية والاقتصادية بين دول العالم المؤثرة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي