رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


قمة الثماني .. وهل للمسلمين مكان؟!

[email protected]

تتناوب الدول الثماني الكبرى اجتماعاتها في أماكن سياحية هادئة في الدول الأعضاء، وأسباب ذلك عديدة يأتي في مقدمتها أمن وأمان الرؤساء المشاركين في هذه الاجتماعات ومن ثم البعد عن المعارضين والمتظاهرين الذين يطاردون قادة هذه الدول من مكان إلى مكان. إن عقد هذا الاجتماع في هذا المكان الجميل المنعزل في اليابان وتوافد رؤساء الدول الثماني حيث كان الرئيس بوش وزوجته يتفرسان في الوجوه الجديدة المشاركة في هذا المؤتمر لأول مرة حيث بقي من المشاركين في العام الماضي وما قبله الرئيس بوش نفسه وحرمه والسيدة ميركل من ألمانيا ورئيس وزراء كندا, أما بقية القادة, ومنهم المضيف الياباني, فهم قادمون جدد إلى سدة الرئاسة والوزارة, فممثل فرنسا الرئيس ساركوزي يشارك ربما للمرة الأولى وبيرلسكوني من إيطاليا حديث عهد بالرئاسة وكذلك الأمر للمشاركين من بريطانيا وروسيا – سيكون على الرئيس بوش الذي يحضر ربما الاجتماع الأخير لمجموعة الثماني وكذلك السيدة ميركل في المستشارية الألمانية, والاثنان يتمتعان بموقفين ضعيفين داخل أروقة حزبيهما, وكذلك الانتخابات المقبلة التي ستخرجهما من المكتب، بوش بحكم انتهاء الولاية الثانية وميركل لتفكك الحزب الديمقراطي الذي تمثله في ألمانيا.
من الجدير بالذكر هنا أن نجم الدين أربكان رئيس الوزراء التركي السابق الذي منع عن ممارسة السياسة وألغي حزبه كان قد اقترح إقامة نظام مماثل للدول الثماني الكبرى من الدول الإسلامية تشارك فيه تركيا، إيران، السعودية، مصر، إندونيسيا، باكستان، بنجلادش، وماليزيا ، بيد أن هذه الفكرة ـ مع أهميتها ـ لم تر النور. إن هذه الدول التي تشارك فيها غالبية المجتمعين لأول مرة وتستضيف في جانب من نشاطها بعض الدول الإفريقية وتناقش جدول أعمال مهما في غياب شركاء مهمين مثل السعودية لمناقشة موضوع ارتفاع أسعار النفط وكذلك مشكلة الاحتباس الحراري في غياب دول مهمة مثل البرازيل, وتراجع أسعار الدولار في غياب الصين, وفرض عقوبات على روبرت موجابي في غياب وجود دول إفريقية مؤثرة في فترة نقاش مرض الإيدز أو التضخم أو الوقود البديل في غياب التمثيل الحقيقي لدول العالم الناشئة. إن العالم اليوم يمر بأزمات اقتصادية وعلاقات متأثرة ومؤثرة في بعضها بعضا دون أن تبحث هذه المجموعات التي تدعي أن لديها الحل والربط لكثير من مشكلات العالم, فالقضية الفلسطينية ما زالت تراوح مكانها منذ 60 عاماً ويأتي رئيس ويذهب رئيس ونحن نعيش على أحلام وردية ووعود قرمزية, كما أن النزاع الدولي الإيراني يدخل مرحلة حاسمة لرفض إيران المستمر إيقاف تخصيب اليورانيوم, كما أن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ورفض إسرائيل التوقيع عليها صارت في مهب الريح, والدور الأساسي للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي الذي كان محفزاً لكثير من الدول في الخروج من أزماتها الاقتصادية كالأرجنيتن والبرازيل وتركيا وبعض الدول الأخرى ضعف دوره الآن بحكم السيطرة الأمريكية على جهود هذا الصندوق. إن سياسة القطب الواحد وكذلك الدور الكبير للمحافظين الجدد والرغبة الجامحة في أن تكون أمريكا هي شرطي العالم ورجل المرور وحارس الحدود وأن هذه الأدوار مجتمعة لا تستطيع الولايات المتحدة القيام بها وحدها وبمعزل عن حلفائها في الشرق والغرب, وهو دور ربما يضعف في المستقبل, خاصة عندما يحقق المرشح الديمقراطي باراك أوباما الفوز بمقعد الرئاسة في الولايات المتحدة.
إن الدول الآسيوية والإسلامية والعربية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بأن يكون لها دور فاعل في إقامة النظام العالمي الجديد, وإن انتفاضة الصين الاقتصادية والهند التنموية علامة صحة ومؤثرة لإقامة ناد خاص بالدول الآسيوية. وأذكر عند ذكر المؤسسات الدولية الدور المحدود الذي تقوم به منظمة التجارة العالمية واتفاق الدوحة التجاري وضعف موقعه الآن بعد أن حفي كثير من الأقدام للالتحاق بهذه المنظمة العملاقة ومنها نحن في المملكة. إن الدور المطلوب أكثر من أي وقت مضى أن يكون للدول الأخرى دور أساسي في إدارة شؤون العالم وأن تستفيق الدول الإسلامية من سباتها العميق ليكون لها دور فاعل في المشاركة في رسم الخطط المستقبلية لهذا العالم الذي نحن جزء منه, كما أن ضرورة اقترابنا من الدول الآسيوية العملاقة مثل الصين والهند وغيرهما أساس التحرك في المستقبل المطلوب. إن بقاء دولة مثل الهند خارج نطاق مجلس الأمن الدولي وكذلك هل سترضى الصين في المستقبل وهي القوة الاقتصادية الهائلة القادمة إلى المركز الأول بخطى ثابتة أن تكون حصتها التصويتية في الصندوق الدولي مثل حصة لوكسمبرج؟ كما طالب الرئيس الفرنسي بتوسيع قاعدة الدول الثماني بإضافة الصين, الهند, البرازيل, المكسيك, وجنوب إفريقيا للعضوية وتم رفض الفكرة.
إن منظمة المؤتمر الإسلامي مطالبة أكثر من أي وقت مضى ببذل دور فاعل وكبير للنهوض بهذه الأمة وسماع صوتها في المحافل الدولية والاجتماعات المهمة وإذا رضيت بدور هامشي فإن ذلك سيعطل الدور الفاعل الذي يجب أن تسهم به هذه الدول. والله الموفق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي