أربعة بريال واحد..خباز يبيع 900 رغيف يوميا

أربعة بريال واحد..خباز يبيع 900 رغيف يوميا

تشهد محال المخابز الشعبية المنتشرة في العاصمة إقبالا متزايدا من زبائن يأتون إليها خصيصاً ويفضلونه على الخبز الذي تنتجه المخابز الأوتوماتيكية، وللخبز الأبيض والأسمر نكهة ومذاق خاص منذ زمن ليس بالقصير، عندما لم تكن هناك سوى هذه المخابز، ورغم انتشار المخابز الأوتوماتكية إلا أن المخابز الشعبية لها مكانة خاصة لدى الكثير من الزبائن، حيث حافظت هذه المحال على أسعارها ولم تقم بالزيادة في ظل ارتفاع أسعار الدقيق، فبقي على ما كان عليه (أربعة أرغفة بريال واحد للأبيض والأسمر)، ليدخل رغيف الخبز في قائمة "ما خف وزنه، وغلا ثمنه".
ويشير متخصصون في مجال الأغذية إلى جهل أصحاب هذه المخابز والعاملين بها بأبجديات النظافة العامة، وعدم اتباعهم الشروط الصحية التي تقي المستهلكين خطر التسمم الغذائي والإصابة بالأمراض، ويقول محمد أحمد المشرف على أحد المخابز وسط الرياض إن الزبائن تفضل هذا النوع من الخبز كونهم يحصلون عليه طازجاً، فمن الفرن إلى المائدة مباشرة، ويشير إلى أن الإقبال عليه يعد جيدا من جميع الجنسيات، خاصة من الإخوة المصريين الذين يفضلون هذا النوع من الخبز، ويضيف أن هناك فرقا بين الخبز الأبيض والأسمر، وأن 60 في المائة من زبائنه يفضلون الخبز الأسمر؛ لأنه مناسب لأصحاب مرض السكري وأن 90 في المائة من السعوديين يشترونه. ويضيف أن نهاية الأسبوع يشهد إقبالا كبيرا من الزبائن على شراء الخبز وخاصة يوم الجمعة.
ويؤكد محمد أن الأسعار بقيت على ما كانت عليه في السابق، ويقول: "مازلت أبيع أربع حبات من الخبز بريال واحد على الرغم من ارتفاع أسعار الدقيق هذه الأيام".
ويتابع محمد أحمد (مقيم في السعودية منذ 18 عاما) أن حجم مبيعاته لم تتغير رغم دخول المخابز الأوتوماتكية وأنه يبيع كل ما يصنع من الخبز، وأن دخل المحل الشهري يراوح بين 28و35 ألف، مشيراً إلى أن لديه زبائن يأتون له من أماكن بعيدة؛ لأنه يتميز بخلطة سرية خاصة في الخبز الأسمر.
ويوضح باتل خان (خباز في حي الفوطة) أن درجة حرارة الفرن تصل إلى 2000درجة مئوية، وأن الرغيف يستغرق في الفرن ما يقارب الدقيقة، وأن محله لا يقتصر على الخبز فقط، بل إنه يبيع "الصامولي" وبعض أنواع الشابورة التي تراوح أسعارها بين خمسة و12ريالا للكيلو جرام الواحد. ويؤكد خان أن الكيس الواحد من الدقيق يكفي لعمل 85 حبة رغيف، وأنه يبيع يوميا 900 حبة خبز.
ويقول محمد النجار (من زبائن المخابز الشعبية) إنه يفضل هذا النوع من الخبز لعدة أسباب أهمها أن هذا الخبز طازج؛ لأنني آخذه مباشرة من الفرن، ولهذا الخبز لذة، ويضيف: "إننا نقوم بحفظ هذا الخبز في الثلاجة لعدة أيام، وحينما نقوم بتسخينه لا أشعر بتغير كبير في المذاق على غرار الخبز الذي تنتجه المخابز الأوتوماتكية الذي لا يتغير طعمه عند الحفظ". وأشار النجار إلى أنه يستهلك يومياً ما يقارب ثمانية إلى 12 رغيفاً لأسرته المكونة من ستة أشخاص.
من جهته، أخبرنا بندر العلي (مستهلك) أن بعض العاملين في هذه المخابز يبخسون الميزان في الخبز عما كان عليه في السابق، وأضاف: "كنا نجد رغيف الخبز ثقيلا أما اليوم ومع ارتفاع أسعار الدقيق تغير شكل الخبز وأصبح ضعيفاً وزناً وشكلاً"، متسائلاً "هل هناك متابعة من قبل البلديات لهذه المخابز؟"، لأنه – حسب قوله - يشاهد عدم اهتمام كثير من العاملين داخل هذه المحال بنظافة المحل، مؤكدا أنه لم يسمع يوما من الأيام أن هناك مخبزا أغلق من قبل البلدية بسبب مخالفة للأنظمة والاشتراطات الصحية.
وفي السياق نفسه، أكد كثير من العاملين في المخابز أن ليس هناك وزناً معيناً للخبز، وأن المتعارف عليه لا يقل وزن أربع حبات من الخبز عن 450 إلى 500 جرام. وطالب كثير من المستهلكين الجهات ذات الاختصاص بسرعة تطبيق الاشتراطات الوقائية على العاملين في المخابز وتنفيذ المواصفات والمقاييس المتبعة في إنتاج رغيف الخبز.

الأكثر قراءة