رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الزيارات الميدانية .. وكشف الفساد

لا صوت يعلو هذه الأيام فوق صوت "مكافحة الفساد" ففي وسائل الإعلام وفي مجالسنا يكثر الحديث عن الفساد والمفسدين، وعن تعثر المشروعات بسبب الفساد.. وهذه ظاهرة صحية يؤمل الجميع أن تأتي بعدها مرحلة تسير فيها الأعمال بانتظام وتسود الشفافية والوضوح وتنفذ فيها المشروعات وتؤدى الخدمات للمواطن بشكل أسرع وأفضل.. وتعزيزا لذلك وجه الملك سلمان بن عبدالعزيز تعميما إلى مختلف الوزارات والجهات الحكومية مطالبا فيها كل وزير ورئيس جهة مستقلة بأن يقوم بزيارات دورية لمناطق بلادنا يتفقد خلالها أعمال الجهات المرتبطة به ويستمع إلى المواطنين والرفع للديوان الملكي بتقارير مفصلة عن الزيارة التي يقوم بها مع المرئيات. وتوجيه الملك سلمان لم يأت من فراغ وإنما من تجربته الشخصية حينما كان أميرا لمنطقة الرياض حيث اعتمد الجولات الميدانية جزءا من برنامجه للوقوف شخصيا على المشروعات في المحافظات والمراكز والاستماع إلى المواطنين مباشرة، وكم من مرة عدل بتوجيهاته بعد الزيارة من وضع مشروع كاد أن يتأخر تنفيذه إلى وضع إيجابي يكفل السرعة والجودة في التنفيذ.. وعودة إلى التعميم السامي الصادر منذ أيام نجد بين أسطره حزما سيحمّل المسؤول إهماله، كما حصل لتعميم صدر عام 1416هـ يؤكد زيارة المناطق وافتتاح المشاريع وتفقدها وحضور المناسبات فيها وتغطية ذلك إعلاميا.. وتقول لهجة الحزم "لاحظنا عدم تقيد بعض المسؤولين بما قضى به الأمر السابق، ونظرا لأهمية التقاء الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة بالمواطنين والاستماع إلى ما لديهم لكونه من أهم الواجبات نخبركم بأن على الجميع اعتماد إنفاذ ما قضى به الأمر المشار إليه والالتزام بذلك".. وهذه العبارات الواضحة تستدعي أن يضع كل وزير ومسؤول جدول زيارات دورية للمناطق.. بعضها معروف سلفا وبعضها بشكل مفاجئ، كي تؤدي الغرض الذي قصده ولي الأمر من كشف لشبهات الفساد والتأخير في المشروعات التي ترصد لها مليارات الريالات ثم لا تكون نتائجها على مستوى هذا الإنفاق الكبير.. ولعل هذا التوجيه يخرج بعض الوزراء والمسؤولين من بروجهم العاجية للالتقاء بالمواطنين، حيث الملاحظ أخيرا تجنب بعضهم تلبية رعاية أو حضور المناسبات بحجة انشغالهم مع أن هذه المناسبات غالبا تقام في نهاية الأسبوع وفي الفترة المسائية ولا تستغرق أكثر من ساعة أو ساعتين، كما أننا منذ فترة طويلة لم نشاهد مسؤولا يتخلى عن مشلحه ويقف على مشروع أو مدرسة أو مستشفى توقف العمل في بنائه لأي سبب من الأسباب، كي يرى العلة بعينه بدل الاعتماد على التقارير التي لا تظهر الحقيقة دائما بقصد أو بغير قصد.
وأخيرا: ليخفف الوزراء من الاجتماعات وورش العمل والمؤتمرات الرسمية المكررة التي يتحدثون فيها إلى موظفيهم أو إلى نخب مختارة من المجتمع، ولينزلوا إلى الميدان للتحدث إلى عامة الناس ولتكن لهم قدوة حسنة بالملك وبولي العهد المعروفين بحب الالتقاء مع المواطنين والتحدث معهم والاستماع إليهم، لأن في ذلك معرفة الحقائق بلا تجميل أو رتوش.. وهذا ما يحتاج إليه كل مسؤول ليضع خططه التي تضمن القيام بواجبه على أكمل وجه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي