مخاطر تلوث البيئة: الأمل في الحلول الجماعية!
في وقت ليس بالبعيد، لم يكن الناس يقلقون بشأن الطعام الذي يأكلونه. ولم يكونوا يتوجسون فيما يتعلق بالماء الذي يشربونه أو الهواء الذي يتنفسونه. لم يكن يخطر ببالهم أن إشباع الحاجات الجسدية الأساسية كالطعام والشراب قد يكون شيئا خطيرا. وكان الآباء يؤمنون بأنه من المفيد أن يخرج أبناؤهم إلى الهواء الطلق ليتمتعوا ببعض الهواء والشمس. مع الأسف تغير كل هذا الآن.
يخشى الكثير من الناس في الوقت الحاضر، خاصة في الدول الصناعية وتلك التي ترتفع فيها معدلات التلوث، من أنهم دائما عرضة لسموم خطيرة في البيئة المحيطة به؛ فماء الصنبور ملوث بالكيماويات، والطعام يحتوي على بقايا المبيدات والهرمونات والمضادات الحيوية، وحتى الهواء الذي نتنفسه داخل البيت وخارجه يحمل سموما غير مرئية.
استجابة الكثير من الناس لهذا الأمر لم تكن بالسعي لحث الحكومات على إصدار قوانين وتنظيمات تحد من التلوث البيئي, ولكن أتت هذه الاستجابة سلبية ومحققة للمصلحة الذاتية فقط بحرصهم عند التسوق على توخي الحذر وشراء المنتجات التي تحتوى على قدر أقل من التلوث. فما العوامل المسؤولة عن هذا التغير في الاستجابة؟ وما العواقب الوخيمة لهذا؟
يدرس الكتاب هذه الظاهرة، ويكشف أنه خلال 20 عاما أقبل الناس على شراء الماء المعبأ وفلاتر المياه والطعام العضوي والمنظفات المنزلية صديقة البيئة ومنتجات النظافة الشخصية والملابس المصنعة من ألياف طبيعية. وأصبحت هذه المنتجات عليها طلب كبير بعد أن كانت منتجات هامشية لا يقبل عليها سوى القليل من الناس.
يرى مؤلف الكتاب أن هذه الاستجابات الفردية للمخاطر البيئية الجماعية هي نوع من أنواع الحجر الصحي الذي يهدف إلى فصل بين الأفراد الأصحاء وعزلهم عن العالم الملوث المهدد بالخارج.
ينتقد الكتاب فاعلية مثل هذه المنتجات وكذلك التبعات السياسية غير المتوقعة للاعتماد عليها في الحفاظ على الأفراد من الأذى. ويؤكد أنه عندما يعتقد المستهلكون أن ما يشترونه يمثل دفاعا ضد المخاطر البيئية فإن دوافعهم تكون أقل لمحاولة مواجهة هذه المخاطر بصورة أكثر فاعلية.
ولتحقيق حماية حقيقية وأمنا حقيقيا، على البشر أن يفيقوا من وهم الحلول الفردية وأن يطلبوا إصلاحا فوريا عاجلا لمواجهة المخاطر البيئية على مستوى الحكومات والمؤسسات وبتضافر من الجهود على المستوى العالمي.
يشير الكتاب إلى أن هذا النوع السلبي من مواجهة المخاطر البيئية عن طريق تحرى شراء المنتجات الآمنة عند التسوق لا يصلح على المدى الطويل، فمع استمرار معدلات التلوث البيئي في الارتفاع سترتفع أسعار هذه المنتجات إلى حد لا يستطيع معه الكثير من الناس شراءها، إضافة إلى أن هناك أنواعا من التلوث لا يمكن توفير الحماية ضدها كالتلوث الإشعاعي على سبيل المثال.
Title: Shopping Our Way to Safety: How We Changed from Protecting the Environment to Protecting Ourselves
Author: Andrew Szasz
Publisher: Univ Of Minnesota Press
ISBN-10: 0816635080
November 2007
Pages: 320