أسعار الخضار تتخلص من 60 % من زيادتها بعد موجة الصقيع الأخيرة
تخلصت أسعار الخضار في أسواق الرياض من 28 إلى 60 في المائة من الزيادة التي طالتها إثر موجة الصقيع, التي ضربت المملكة قبل نحو أسبوعين وتسببت في تلف كثير من المحاصيل الزراعية، وكانت الأسعار قد ارتفعت من الثلث إلى ستة أضعاف الأسعار المسجلة قبل يوم الخميس ثاني أيام موجة البرد, فيما لم تتأثر الطماطم بهذه الموجة لوفرة إنتاجها هذه السنة، خلاف العام الماضي، ويتوقع التجار انخفاضا أكبر في الأسعار بعد طرح المزارع لإنتاجها الجديد خلال ثلاثة أسابيع من الآن.
كشفت جولة "الاقتصادية" في أسواق الخضار في الرياض احتفاظ الطماطم بمدى سعري بين عشرة و20 ريالا للصندوق الكبير زنة 13 كيلوجراما، أما أسعار طماطم البيوت المحمية المعبأة في صندوق "الفلين" زنة خمسة إلى سبعة كيلو جرامات فقد تراوح من ثمانية ريالات للصنف الأقل جودة إلى 18 ريالا للصنف الأعلى جودة. وكذلك تذبذبت أسعار الكوسة صاحبة أكبر نسبة في الارتفاع بعد وصولها إلى 250 ريالا فجر الخميس لتهبط إلى 175 ريالا فترة الظهر، لتستقر بين 100 و 130 ريالا للصندوق من النوع الجيد "صغير الحجم"، ونحو 30 ريالا للكبير منه.
بلغ سعر صندوق البامية 85 ريالا للنوع العادي، وسعر 160 ريالا للنوع الجيد ذي الحبة الصغيرة من إنتاج مزارع ساجر، وقد استقرت أسعار الخيار بين 35 و45 ريالا للصندوق الكبير، أما الباذنجان من إنتاج البيوت المحمية فقد بلغ 45 ريالا، و18 ريالا للإنتاج العادي (الشمسي).
وخلال جولة "الاقتصادية" على محال الخضار جاء أحد الزبائن مستفسرا عن سعر سلعة اشتراها ابنه, مستغربا من ارتفاع سعرها عما كان عليه قبل أيام قليلة، كما لاحظت "الاقتصادية" تذمر الزبائن من التذبذب اليومي للأسعار، ويبلغ التذمر أشده في حال ارتفاعها، وبذلك تحدث مفاصلة الزبائن في سعر كل سلعة على حدة وفي المجموع النهائي للمشتريات أيضا.
وأعاد تجار وبائعو الخضار في الرياض ارتفاع الأسعار بعد موجة الصقيع إلى إتلافها مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية, الذي أدى إلى قلة الكمية المجلوبة إلى السوق، لافتين إلى أنه لا يمكن التحكم أو التنبؤ بأسعارها في حالة وفرة الخضار في السوق، لتأثير عوامل عدة في سعر السوق منها قانون العرض والطلب، إلى جانب حيل بعض المحرجين لرفع السعر.
بين علي الغامدي الذي يدير تجارة والده في سوق العزيزية للخضار والفواكه (جنوبي الرياض) أن التباين الحاصل في أسعار الخضار عائد إلى جودة المحصول من نواحي الحجم, الطعم, ونظافة القشرة الخارجية، موضحا أن ارتفاع سعر الطماطم في الشتاء الماضي وثباته هذا الشتاء رغم برودته الشديدة مقارنة بسابقه عائد لاتجاه المزارعين هذا العام إلى تخصيص مساحات أكبر من العام الماضي لزراعة الطماطم.
وأشار الغامدي إلى استحواذ غير السعوديين على أغلب عمليات البيع والشراء في السوق، ما يضعنا أمام حقيقة واقعية وهي تحكمهم في السوق، مستدركا أن الارتفاع الحاصل بعد موجة الصقيع على السعودية قبل أسبوعين هو سبب ارتفاع الخضار في السوق.
وأوضح عبد الرحمن الذيب أحد تجار الخضار والفواكه في الرياض أن أسواق العاصمة هذا الشتاء شهدت ارتفاعا كبيرا في أسعار الخضار بدءا من 30 في المائة إلى نحو 100 في المائة مقارنة بأسعارها في شتاء العام الماضي، فيما سجلت أسعار الفواكه زيادة على الفترة نفسها من 25 إلى 40 في المائة.
وأشار الذيب إلى أن هذه الزيادة أتت نتيجة الانخفاض الحاد في درجات الحرارة في شتاء هذا العام عن تلك المسجلة في العام الماضي، التي عجزت معها البيوت المحمية عن حماية بعض المحاصيل الزراعية من التلف، فضلا عن المكشوف منها، حيث سجلت درجات الحرارة في بعض مناطق المملكة تسع درجات تحت الصفر.
وزاد الذيب بأن تأثير البرد لا يقف عند تلف المحصول فقط وإنما يمتد إلى الحد من قدرة اليد العاملة من جمع الكمية, التي اعتادت جمعها في الأيام الأخرى.
وأضاف الذيب أن أسعار الخضار التي وصلت لها هذه الأيام جراء الصقيع تزيد على مستويات الأسعار التي ارتفعت لها الشتاء الماضي من 30 إلى 100 في المائة، حيث كان صندوق الكوسة عند ارتفاعه الشتاء الماضي بـ 100 ريال، فيما بلغ أثناء صقيع هذه السنة نحو 200 ريال.
وبذلك تكون قد سجلت النسبة الأعلى في الزيادة على العام الماضي, البالغة 100 في المائة، أما الورقيات (البقدونس، النعناع) فقد احتلت النسبة الأقل في الزيادة, التي سجلت عند 30 في المائة، فقد كان سعر الـ 100 ربطة منها بـ 70 ريالا في الشتاء الماضي، ليرتفع هذا الشتاء إلى 100 ريال.