الأسهم الأمريكية تبدأ فبراير على ارتفاع وآمال باستمرار التحسن

الأسهم الأمريكية تبدأ فبراير على ارتفاع وآمال باستمرار التحسن

مرّ على المُتداولين بأسواق الأسهم الأمريكية أسبوع مُثير وحافل بالأحداث على جميع الأصعدة سواء فيما يتعلق بالبيانات والمؤشرات الاقتصادية أو نتائج أرباح الشركات للربع الرابع أو حتى فيما يتعلق بالخبر المُدوي وهو تقدم شركة "مايكروسوفت" Microsoft بعرض لشراء شركة "ياهو" Yahoo والاستحواذ عليها، وهذه الأجواء قلصت من خسائر سوق الأسهم الأمريكية بشكل جيد منذ بداية العام الحالي كما هو مُبين في جدول أداء المؤشرات الرئيسية.
في مساء الأربعاء أعلن البنك المركزي وبعد اجتماعه خلال الثلاثاء والأربعاء عن خفضه للفائدة بمعدل نصف نقطة ليُصبح مُعدل الفائدة 3 في المائة، وهذا القرار كان ضمن التوقعات وجاء بعد التخفيض الكبير الذي حدث في الأسبوع قبل الماضي عندما قرر البنك المركزي تخفيض الفائدة ثلاثة أرباع النقطة وكان هذا التخفيض هو الأكبر منذ أكثر من عشرين عام، وقد أسهم خفض الفائدة للأسبوع الثاني على التوالي في دفع السوق للارتفاع أكثر يوم الأربعاء ثم التهدئة وقد أكمل توجهه نحو الأعلى بقية الأسبوع.
أما على صعيد البيانات الاقتصادية فقد أُعلن انخفاض مبيعات المساكن الجديدة في كانون الثاني (يناير) إلى أقل مستوى لها منذ 13 عاما، وأُعلن عن وصول مُعدل الناتج المحلي GDP للربع الرابع إلى ارتفاع طفيف بنسبة 0.6 في المائة وهذا يعكس مدى تأثر الاقتصاد وقلة فرص نموه بسبب الوضع المتردي من أزمة الرهن العقاري، كما ارتفعت مبيعات السلع المُعمرة 5.2 في المائة وارتفع مؤشر ISM للأنشطة الصناعية إلى 50.7 وتعتبر هذه قراءة جيدة ما دامت فوق مستوى 50 نقطة.
أهم التقارير التي صدرت هو تقرير عدد الوظائف الجديدة لشهر كانون الثاني (يناير) والذي انخفض بمقدار 17 ألف وظيفة وهذا سيضغط بدوره على "المركزي الأمريكي" ويزيد من ترقب المُستثمرين لخفض آخر في الفائدة، لكن لا يتوقع المُحللون أن يكون هذا الخفض في الفائدة قريباً بعد التخفيضات الأخيرة، وإذا ما حصل تخفيض آخر وقريب فهذا سيزيد من التحليلات والمقولات الذاهبة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستحذو حذو اليابان عندما جعلت مستوى الفائدة منخفضا جداً مما أدى إلى انتشار مصطلح "النقود الرخيصة" أي اقتراض السيولة بفوائد قليلة جداً.
لقد أنهت 20 في المائة من الشركات المُدرجة ضمن مؤشر S&P 500 إعلانها لنتائجها للربع الرابع وكان من بين الشركات المُحبطة شركتا بوينج وجوجل وغيرها من الشركات كما أعلن بعضها عن توقعات مُستقبلية أقل تفاؤلاً، ولكن السوق تجاهلت كل هذا وتفاعلت بشكل كبير مع النتائج الجيدة لشركات مثل شركة UPS و3M.
من أهم الأخبار هو إعلان شركة "مايكروسوفت" Microsoft عن تقدمها بعرض رسمي لشراء شركة "ياهو" Yahoo والاستحواذ عليها بمبلغ 45 مليار دولار أي بقيمة 31 دولارا لكل سهم وهي قيمة أعلى من قيمتها الحالية بنسبة تزيد عن 60 في المائة، ومثل هذا الخبر أثر في سعر سهم "جوجل" حيث انخفض يوم الجمعة بنسبة 9 في المائة لتُصبح خسارة السهم منذ بداية العام 25 في المائة.

الأسبوع الحالي

عاد الأمل من جديد إلى المُتداولين بأن الأسهم الأمريكية سترتفع من جديد وسوف نناقش هذا الاحتمال من خلال التحليل الفني بشكل مُفصل، كما أن تحرك عدد من البنوك الكبرى في توجه اعتبره الكثير من المُحللين في أنه خطة لإنقاذ مؤسسة Ambac للخدمات المالية، مثل هذا التوجه سيكون له تأثير إيجابي على قرارات المُستثمرين هذا الأسبوع.
لا ننسى أن خبر تقدم شركة "مايكروسوفت" بعرض لشراء شركة "ياهو" ستمتد آثاره هذا الأسبوع في هاتين الشركتين وفي شركة "جوجل" أيضاً بشكل خاص، وسيستمر إعلان عدد من الشركات المُهمة لنتائجها مثل "سيسكو" و"والت ديزني" و"بيبسكو" و"لوسنت".
سيكون لبعض البيانات والمؤشرات الاقتصادية بعض الأهمية مثل صدور مؤشر ISM للخدمات حيث تأتي أهميته بسب الرغبة في معرفة وضع النشاط غير الصناعي ومدى تأثره بالوضع الاقتصادي العام، ومعه ستصدر بيانات عن حجم طلبيات المصانع.

التحليل الفني

أسهم قرار البنك المركزي بخفض الفائدة للمرة الثانية خلال عشرة أيام في ارتفاع السوق ودعمها كما يتضح هذا على مؤشر "ناسداك" في شكل (1)، حيث يتبين أن "ناسداك" أغلق فوق متوسط حركة عشرة أيام وكذلك 20 يوما وهذا مؤشر فني إيجابي سيؤدي إلى تقاطع واختراق متوسط حركة عشرة أيام لمتوسط حركة 20 يوما وبالتالي حدوث موجة صعود، ولن تستمر كثيراً حيث سيقوم متوسط حركة 50 يوما بالوقوف في طريقها عند مستوى 2545 نقطة.
مؤشر "الماكد" أعطى إشارة إيجابية بعد إغلاق يوم الأربعاء حيث تقاطع مؤشر الماكد السريع مع مؤشره البطيء صعوداً كما في شكل (1) ولا يزال هذا الصعود في بدايته حيث أتوقع أن يستمر خلال هذا الأسبوع، وتٌشكل الآن متوسطات الحركة العشرة والـ 20 يوما كدعم عند مستوى 2350 و2400 نقطة.
على الأجل الطويل كما في شكل (2) نجد أن المتجه الصاعد نجح في دعم المؤشر عند مستوى 2200 نقطة، ورأيناه يصعد ولكن لا أتوقع أن يستمر هذا الصعود في المرحلة المقبلة حيث من المُتوقع أن يتحرك "ناسداك" بين 2500 و2200 نقطة تزيد عنها أو تنقص قليلاً، وأما مؤشر الماكد على الأجل الطويل فلم يُعط إشارة إيجابية بعد لذا يجب مراقبته خلال الفترة المقبلة.

[email protected]

الأكثر قراءة