الصرافة الإسلامية في باكستان.. جني الأرباح باسم الدين

الصرافة الإسلامية في باكستان.. جني الأرباح باسم الدين

منذ بدء الخليقة، هناك دافع واحد وجيد وراء شركات الأسهم الخاصة، هو السعي لتحقيق الربح، ومع نشوء المنافسة، سعى أصحاب المشاريع منذ قرون إلى ابتكار طرق جديدة لجعل منتجاتهم متميزة عن المنتجات الأخرى.وفي أيامنا هذه، تستعين الشركات صاحبة المشاريع بشركات الإعلان والتسويق والعلاقات العامة وبالعديد من "الاستشاريين" لضمان رواج منتجاتها أو الخدمة التي تقدمها. ودائماً ما تكون حملات الترويج ووسائل التحايل جزءاً من المعادلة، ففي باكستان، يستخدم الدين دون خجل أو وجل لتوليد الأرباح للشركات وذلك بطرق وأساليب لم أشاهدها في أي مكان آخر من العالم. ما عليك إلا أن تفتح الجريدة حتى تقع عيناك على صورة للكعبة مع عبارة تشجعك على شراء منتج والمشاركة في سحب قد تفوز عبره بزيارة للأراضي المقدسة لتأدية الحج أو العمرة، حيث ترى هناك عبارات مثل "اشتر بنزيناً وأدخل في سحب للفوز برحلة إلى الأراضي المقدسة".
وتعتبر الصيرفة الإسلامية ظاهرة أخرى من الظواهر التي أعتبرها محيرة بالنسبة لي شخصياً، لأن استبدال كلمة "فائدة" بكلمة "ربح" والحصول على فتوى من أحد علماء الدين لإجازة هذا المنتج لا يجعله حلالاً في رأيي، ففي ضوء عيشنا في ظل الاقتصاد العالمي المتشابك ببعضه، كيف يمكن لبنك إسلامي أن يضمن أن الدولار لا يأتي من مصدر يعمل بالفائدة؟
إن اللوحات الإعلانية الضخمة تدعونا إلى التعامل مع البنك المعلن بالطريقة الحلال، الأمر الذي يوحي بأن البنوك الأخرى تقدم خدمات محرمة. وتهيب الإعلانات بالمتدينين باستخدام بطاقات الاقتراض الحلال ودخول عملية سحب للفوز بعمرة.. إنه جنون ! لا يوجد خطأ في جني الأرباح طالما كنت أميناً، ولكنني أجد أن ما يجري حولنا كريه وأحياناً مقزز. إن الضرب على وتر الدين لزيادة الإيداعات لا يعتبر في نظري طريقة نظيفة لجني الأموال.. هل هذا هو ما انحدرت إليه الأمور؟ إن البنوك الإسلامية تشبه البنوك الأخرى ولم يؤسسها أصحابها من المستثمرين ليضمنوا الراحة الدينية لعملائهم، بل لكي يجنوا أرباحاً طائلة لا أكثر ولا أقل.
إن سؤالي هو: مع ظهور هذا العدد الكبير من المشاريع الإسلامية، هل أصبحنا كمجتمع أناساً أفضل أو مسلمين أفضل؟ وهل استخدام طريقة تمويل تتفق وأحكام الشريعة الإسلامية يجعل رجل الأعمال شخصاً أفضل؟ أم أننا نضحك على أنفسنا فنعتقد أنه سيكون بمقدورنا عبر مزاولة هذه الأنشطة أن نغطي على جميع الخطايا التي ارتكبنا ها؟ هل الذهاب لـتأدية الحج من خلال برنامج يموله أحد البنوك يضمن أننا سوف ندخل الجنة؟
كم من الوقت سوف يستغرقه الناس ليدركوا أن كل ما يفعلونه هو السقوط فريسة للحيل التسويقية التي لا علاقة لها بالدين، بل بجني الأرباح؟
وفقاً للمعدل الراهن، أعتقد أن الأمر سوف يستغرق 60 سنة أخرى.

الأكثر قراءة