قادة الدول الأوروبية الكبرى يؤكدون وحدتهم في مواجهة الأزمة المالية

قادة الدول الأوروبية الكبرى يؤكدون وحدتهم في مواجهة الأزمة المالية

أكد القادة الأوروبيون الخمسة الرئيسيون إثر اجتماع أثار جدلا البارحة الأولى في لندن، وحدتهم في مواجهة الأزمة المالية الحالية، وسعوا إلى إعطاء طمأنات حول سلامة اقتصاد القارة لكنهم شددوا على ضرورة شفافية الأسواق.
واستقبل رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون القادة الأوروبيين الآخرين في مجموعة الثماني، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الحكومة الإيطالية المستقيل رومانو برودي. وحضر أيضا رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو لتهدئة غضب الدول الأصغر حجما في الاتحاد التي لم تدع إلى الاجتماع.
وكان عدد من القادة الأوروبيين الآخرين قد أعربوا عن استيائهم من الاجتماع الذي ضم كبار القادة والذي كان حدد موعده مبدئيا في كانون الأول (ديسمبر).
ودعا وزير المالية السلوفيني أندريه باجوك الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي حاليا، الثلاثاء إلى إجراء المناقشات "في إطار مؤسسات الاتحاد الأوروبي" واتخاذ القرارات من قبل الدول الـ 27 الأعضاء.
وبعد ساعتين من المناقشات الحادة وصورة تذكارية للمجتمعين أمام مقر رئاسة الحكومة البريطانية وقبل مأدبة العشاء، قدم الحاضرون الخمسة ثمرة أعمالهم التي ناقشوها لعدة أيام مع مساعديهم.
وأكدوا أن "أسس الاقتصاديات الأوروبية تبقى متينة"، معبرين عن الأمل في "تخفيف المشاكل الأكثر إلحاحا" في الأزمة الحالية التي بدأت مع مشكلة قروض الرهن العقاري الأمريكية، عبر "تحركات منسقة". لكنهم شددوا على ضرورة "التزام الحذر".
ومن أجل "إعادة الثقة" التي تشكل نقطة أساسية في أزمات كهذه، أكدوا ضرورة "زيادة شفافية الأسواق والمؤسسات والأدوات المالية". وأول المستهدفين في هذه القرارات وكالات التقييم المالي التي تبين أن الدرجات التي تمنحها للمنتجات المالية والشركات وحتى القروض تتمتع بتأثير كبير وتبين أنها كانت كارثية عندما أشادت بطريقة خطأ بمنتجات مرتبطة بالرهن العقاري الأمريكي تبين كذلك في وقت لاحق أنها كارثية هي الأخرى.
ولم يمتثل الاجتماع لنداءات باريس وروما لوضع أنظمة فورية أكثر تشددا. لكن المسؤولين الخمسة حذروا من الوضع قائلين "نفضل حلول السوق. لكن إذا تبين أن الفاعلين في السوق عاجزون أو متحفظون حيال معالجة هذه المشاكل بطريقة سريعة،
فإننا على استعداد لدراسة حلول تنظيمية بديلة".
وأعربوا أيضا عن رغبتهم "في إعلان سريع وكامل لخسائر البنوك (..) مما يسمح بالحد من المخاوف". وأدت الشكوك المتبادلة بين المصارف منذ الصيف بشأن تعرضها لمخاطر الرهن العقاري، إلى نسف السوق وإلى انهيار بنك "نورذرن روك" البريطاني.
وقد تمت دراسة فرضية تعزيز دور صندوق النقد الدولي في مرحلة لاحقة في مراقبة الاستقرار المالي، وهي فكرة عزيزة على براون. وسيقدم صندوق النقد الدولي ومنتدى الاستقرار المالي، وهو هيئة دولية، تقريرا حول الأزمة في الربيع.
وألمح البيان كذلك إلى شفافية صناديق المضاربة وهي فكرة عزيزة على ميركل، كما ألمح إلى تطبيق معايير للسيولة في المصارف وهو ما تدافع عنه فرنسا.
إلا أن قضية الاحتيال التي طالت بنك "سوسييتيه جنرال" الفرنسي واحتلت الصفحات الأولى من الصحف الفرنسية والعالمية كذلك، لم تكن في صلب المناقشات، كما قال ساركوزي.
وفي تعليقه على المناقشات، أعرب الرئيس الفرنسي عن "سعادته للوحدة التي تجلت" الثلاثاء. وقال "لا نقبل أن يتمكن النقص في الشفافية من الإساءة إلى النمو الذي نحتاج إليه لتوفير عمل لكل فرد". وأكد أن هذه الشفافية وحدها قد تحول "دون عودة النزعة الحمائية"، التي تتهم بها فرنسا باستمرار.

الأكثر قراءة