تزايد الضغوط لإقالة رئيس بنك "سوسيته جنرال" في أعقاب عملية الاحتيال
تزايدت أمس الضغوط على رئيس بنك سوسيته جنرال الفرنسي دانيال بوتو من أجل استقالته بعد فضيحة الاحتيال الكبرى التي تعرض لها البنك وأسفرت عن خسارته نحو4.9 مليار يورو (7.15 مليار دولار).
وأضافت وزيرة المالية الفرنسية كريستين لارجارد لقناة إل.سي.آي التلفزيونية أن الأمر متروك لمجلس مديري البنك لاتخاذ القرار بشأن مصير
بوتو، وفي الوقت نفسه أوضح جان أرتو رئيس لجنة المالية في مجلس الشيوخ الفرنسي لإذاعة راديو فرنسا الدولي "لا أعتقد أنه في إمكان بوتو عمل أي شيء غير الاستقالة".
جاءت هذه التعليقات في أعقاب تصريحات للرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي أمس عندما سأله الصحافيون عن مصير بوتو وقال "لدينا نظام معين بحيث إنه عندما يكون هناك مسؤول يحصل على أجر كبير ومشروع فإنه لا يستطيع أن يعفي نفسه من المسؤولية إذا حدثت مشكلة كبيرة" في المكان الذي يديره.
من ناحيته، قال بوتو إنه قدم بالفعل استقالته في أعقاب اكتشاف فضيحة الاحتيال الكبرى لكن مجلس مديري البنك رفض استقالته كان المدعي العام لمدينة باريس جين كلود مارين قد ذكر أمس أن الموظف الفرنسي المتهم بتنفيذ أكبر عملية احتيال مالية على الإطلاق قد اعترف الإثنين الماضي بأنه أخفى تعاملاته في الأوراق المالية عن رؤسائه لكنه نفى أن يكون قد قام بذلك لتحقيق أي مكاسب شخصية.
وأضاف مارين إن جيروم كيرفييل أثناء التحقيق أنه فعل ذلك من أجل الحصول على علاوة وإبهار رؤسائه في بنك سوسيتيه جنرال بأنه متعامل ليس له نظير في الأسهم، وتمت عملياته غير المصرح بها خلال فترة بلغت نحو العام وكلفت البنك 4.9 مليار يورو.
وبين مارين أن مكتبه سوف يطلب من القاضي أن يبقي كيرفييل في الحجز وأنه قد تم فتح تحقيق قضائي بشأن الاحتيال والتزوير واستخدام وثائق ملفقة وخيانة الأمانة.
وفي مقابلة نشرت الإثنين الماضي في صحيفة "إنترناشونال هيرالد تريبيون" الصادرة في باريس، قال مسؤول تنفيذي كبير في سوسيته جنرال ثاني أكبر بنك في فرنسا إن البنك فضل أن يتجاهل كل التحذيرات المتعلقة بنشاطات أحد متعامليه نظرا لأن البنك كان يصدق تفسيراته بشأن تعاملاته المشبوهة.
ووفقا لتصريحات جين بيير موستيه رئيس وحدة الأعمال المصرفية للشركات والاستثمار فإنه في كل مرة يتم التحقيق في تعاملات جيروم كيرفييل يصف الأخير ببساطة ذلك بأنها كانت خطأ ويلغي العملية.
وأضاف موستيه لكن في الحقيقة فإنه كان حينئذ يستبدل عملية محل أخرى باستخدام أدوات (أوراق مالية) مختلفة" لتجنب ملاحقته" وذلك في محاولة من موستيه لشرح كيف يمكن لمتعامل صغير أن ينشئ مراكز مالية بقيمة
50 مليار يورو (73.4 مليار دولار) بشكل فردي ودون أن يتم اكتشافه، وأعرب خبراء في فرنسا والخارج عن شكهم من أن عميلا واحدا يمكن أن يتحايل على نظام الرقابة في البنك لمدة طويلة تصل إلى عام.
وبين "موستيه" للصحيفة أن كيرفييل استخدم معاملات مختلفة كثيرة من أجل ألا تتم محاكمته، وقال: "أعتقد أنه لم يكن هناك أي تكرار (لعملية تبادل
للأسهم)، وتابع "سوسيتيه جنرال" في بيان صدر في خمس صفحات الليلة قبل الماضية إن كيرفييل عمل بشكل احتيالي إذ إنه قام بوضع كميات كبيرة من الأسهم المشتراة في تعاملات آجلة في محفظة استثمارية لكنه حينئذ قام بإجراء عمليات بيع وهمية في محفظة استثمارية ثانية، وهو ما يعوض "من حيث الشكل" المعاملات المالية الأصلية غير المشروعة.
في حين أن كيرفييل قد ضارب بالفعل بأموال ضخمة جدا للبنك في معاملات لم يكن مصرحا له بتنفيذها، وبين البنك أن كيرفييل استخدم "أدوات احتيالية" مختلفة وعديدة من بينها أكواد الدخول على أجهزة كمبيوتر لموظفين آخرين ووثائق مزورة "لتبرير بيانات العمليات المشبوهة" وللتهرب من ضوابط إدارة المخاطر الخاصة في البنك.