تأثير الصناعات الغذائية في التغذية والصحة

تأثير الصناعات الغذائية في التغذية والصحة

يستعرض الكتاب تاريخ النصائح والإرشادات الغذائية في القرن العشرين، والممارسات الحكومية والتنظيمية الخاصة بالسياسات الغذائية، وتأثير الجهود التسويقية في التفضيلات الغذائية، وإتاحة الغذاء والترويج للمكملات الغذائية.

يستعرض الكتاب أساس ثورة الطعام المعاصرة ويلقي الضوء على الطريقة التي يستجيب الناس بها للممارسات التسويقية التي تستخدمها شركات الصناعات الغذائية. يتناول الكتاب آخر أهم الأحداث في هذه الحركة ويساعد القراء على تكوين فهم أكثر وضوحا لما يأكلونه من طعام.
يعتقد الكثير من المواطنين في الدول المتقدمة أنهم محظوظون باهتمام وسائل الإعلام بتقديم النصائح الغذائية لهم، وباهتمام السلطات الموثوق بها بالعمل لصالحهم فيما يتعلق بالغذاء الذي يتناولونه، إلا أن الصورة ليست وردية تماما، كما يقول الكتاب مستعرضا التفاصيل الدقيقة للصناعات الغذائية. فشركات المنتجات الغذائية تعمد إلى تكوين جماعات ضغط واستخدام الإعلانات والتعاون مع الخبراء في مجال التغذية بغرض التأثير في خيارات التغذية للمواطنين بما يحقق مصالحها.
من أهم النقاط التي يتناولها الكتاب ما يطلق عليه مصطلح "تناقض الوفرة" في الولايات المتحدة، ويعني أن إدراك حقيقة وفرة الطعام (أي أن الولايات المتحدة تنتج من الطعام ما يكفي حاجة كل مواطنيها مرتين) يمكن أن يؤدي بالشركات المنتجة للأغذية إلى القيام بكل شيء ممكن من أجل توسيع قاعدة السوق الخاصة بها، حتى وإن لجأت إلى دفع المواطنين إلى تناول المزيد من الطعام بما يتجاوز احتياجاتهم الغذائية، وتكون النتيجة هي الكثير من المشكلات الصحية: فهناك سمنة وبائية تنتشر في المجتمع الأمريكي، وهناك أعداد متزايدة من مرضى القلب والرئتين، وارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة بالسرطان والسكتة الدماغية. وكل هذه المشكلات يمكن تلافيها باتباع النصيحة الشهيرة: "قلل من الطعام وأكثر من الحركة" والتي يجب أن يوجهها كل خبراء التغذية للمواطنين.
يستعرض الكتاب تاريخ النصائح والإرشادات الغذائية في القرن العشرين، والممارسات الحكومية والتنظيمية الخاصة بالسياسات الغذائية، وتأثير الجهود التسويقية في التفضيلات الغذائية، وإتاحة الغذاء والترويج للمكملات الغذائية.
إلا أن هناك بصيصا من الأمل، فمثلا يذكر للجان الاستشارية لإرشادات النظام الغذائي في تسعينيات القرن الماضي أنها عمدت إلى توجيه النصائح للجمهور عبر وسائل الإعلام بتناول الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة. كذلك اللجنة الاستشارية لإرشادات النظام الغذائي التي عقدت عام 2000 وجهت الدعوة للجمهور بالتقليل من تناول المشروبات الكحولية.
وفي ختام الكتاب تستعرض المؤلفة الحلول التي تقدم أملا لحل مشكلة السياسات الغذائية في الولايات المتحدة، ومن أهمها أنه لتشجيع الناس على تناول نظام غذائي أكثر سلامة من الناحية الصحية، لا بد من توحيد جهود المجتمع لمواجهة جماعات الضغط والمصالح الخاصة بشركات المنتجات الغذائية وكذلك لمواجهة الممارسات التسويقية التي تستغلها هذه الشركات للوصول إلى المستهلكين. ويجب عدم الإغفال عن دور تعليم المواطنين وتثقيفهم صحيا وغذائيا.

TITLE: FOOD POLITICS: HOW THE FOOD INDUSTRY INFLUENCES NUTRITION, AND HEALTH
AUTHOR: MARION NESTLE
PUBLISHER: UNIVERSITY OF CALIFORNIA PRESS
ISBN-10: 0520254031
OCTOBER 2007
PAGES: 510

الأكثر قراءة