نقض الفلاسفة

نقض الفلاسفة

لقد كتب كارل ماركس صاحب "المانيفستو الأول" مؤلفه "بؤس الفلسفة" لا ليضع قاطعا وحاسما مع الفلسفة بكليتها إنما ليؤكد صحة وصدق فلسفته المادية و"الحتمية" ولا يجب أن ننسى "العلمية" فجاء بؤسه تجاه الآخر الذي هو منه أكثر بؤساً واعوجاجا. لقد وقع العقل الإنساني في مفارقات عديدة في معركته اللامبررة مع الدين فهو في استناده إلى ذاتيته في الإنتاج المعرفي وفي أعلى درجاته الفكرية الفلسفية بات لا يدرك ويفهم ويعي المواضيع المعرفية وكل شيء بعدها إلا من أسفل إلى أعلى، حيث ينظر إلى تجربته الذاتية الداخلية بتأثيرها مع الواقع المادي المحيطي فيبدأ تسلسله المعرفي بغض النظر عن صحة ما أنتجه. إن العقل الفلسفي رفض سلفاً القبول بتلقين المعارف العلمية من أعلى وإن قيل بها فحسب مشيئته فقط بالانتقائية والتحايل، وقد برر رفضه هذا بأنه لا يقبل بما هو غيبي رغم أن هذه الغيبية المزعومة لم تكن إلا من تفسيره الناقص والمبتسر لما هو أعلى، وثمة حيلة غير أخلاقية، فقد بنى العقل الفلسفي بعضاً من معارفه على ما هو أعلى فاعتمد البراجماتية بأنانية فجة.

الأكثر قراءة