مؤشر "داو جونز" هبط 8 % منذ بداية العام وتوقعات بالمزيد وسط ترقب لنتائج الربع الرابع

مؤشر "داو جونز" هبط 8 % منذ بداية العام وتوقعات بالمزيد وسط ترقب لنتائج الربع الرابع

تداول يوم الإثنين الماضي عكس مدى قلق المُستثمرين من الوضع الاقتصادي ومشاكل الرهن العقاري، وذلك بتحول واضح في نوعية استثمارهم، حيث لوحظ تحول السيولة نحو قطاعات الصحة وقطاع الشركات التي تُنتج وتبيع المواد الاستهلاكية الرئيسية، ما يعني التحول نحو القطاعات الدفاعية والآمنة، كما ضعف تحرك المُستثمرين نحو أسهم التقنية بسبب ظهور توقعات تتحدث عن احتمال انحسار نمو شركات التقنية، ومن هنا كان طبيعياً أن نرى مؤشر "ناسداك" الأكثر هبوطاً بنسبة 2.6 في المائة ومؤشر داو جونز انخفض بنسبة 1.5 في المائة، بينما مؤشر S&P 500 كان أقلهما انخفاضاً بنسبة 0.8 في المائة، وتعد هذه بداية سيئة للسوق مع مطلع العام الجديد، حيث انخفض مؤشر "ناسداك" و"داو جونز" بنسبة 8 و5 في المائة على التوالي منذ بداية العام الجديد.
بدأ إعلان الشركات نتائجها المالية للربع الرابع واعتاد السوق أن تكون البداية مع شركة Alcoa أكبر شركة مُصنعة للألمنيوم، التي أعلنت أن أرباحها أكبر من توقعات المُحللين، كما أعلنت بعض الشركات عن تحذيرات للمُستثمرين أو لنقل تنبيهات عن أدائها المُستقبلي سواء كان التنبيه سلبياً أو إيجابياً وهذا من منطلق الشفافية، وقد أعلنت شركة AT&T عن توقعها بتأثر مبيعاتها بالوضع الاقتصادي الراهن في أمريكا، الذي يضغط على المُستهلك ويدفعه نحو التوفير وعدم الإنفاق كما أعلنت شركة DuPont إحدى شركات الكيماويات الكبرى المُدرجة ضمن مؤشر "داو جونز" عن توقعها لنتائج إيجابية وعن عزمها على التوسع نحو الأسواق الناشئة لتبتعد عن مناطق الركود الاقتصادي.
شركات القطاع المالي من بنوك وشركات وساطة كانت محط انتباه المُستثمرين مع إعلان بنك Bear Stearns عن تخلي بعض رؤساء هذه المؤسسات المالية عن مناصبهم، كما أعلن بنك "كابيتال وان" عن تخفيضه لتوقعات أدائه في العام الجديد بينما أعلنت شركة MBIA العاملة في مجال السندات المؤمنة عن تخفيضها للعوائد التي تمنحها للمُساهمين وحصولها على قرض تمويل بقيمة مليار دولار ضمن خطتها للإبقاء على التصنيف الممنوح لها من الوكالات المتخصصة، حيث إن هناك متطلبات يجب أن تستوفيها الشركات المالية، وهذا التحرك كان إحدى خطوات المحافظة على هذه المتطلبات.
ومن الأخبار السيئة عن شركات قطاع المصارف صدر خبر في إحدى الصحف الأمريكية عن قيام بنك ميريل لينش عن إعدامه مبالغ بقيمة 15 مليار دولار في الربع الرابع نتيجة لأحد استثماراتها السيئة في مجال الرهن العقاري، بينما صدرت أخبار تؤكد الشائعات التي ذهبت إلى أن بنك أمريكا استحوذ على الأعمال الخاصة بالإقراض في بنك كانتري وايد بقيمة أربعة مليارات دولار ولكن لم تصدر بقية التفاصيل.

الأسبوع الحالي

ينتظر المُستثمرون هذا الأسبوع العديد من البيانات والتقارير الاقتصادية ذات العلاقة بالتضخم وأبرزها مؤشر أسعار المُستهلكين CPI والمُنتجين PPI إضافة إلى بيانات تتعلق بالمساكن، كما من المتوقع أن يستمر السوق في انخفاضه خلال هذا الأسبوع، كما سيتضح في فقرة التحليل الفني لأن موجة البيع لم تنته ونأمل أن نجد بعض التعافي عند مستويات قريبة من 2380 نقطة بالنسبة لـ "ناسداك".
من البيانات الاقتصادية التي ستصدر تلك المُتعلقة بمبيعات التجزئة، حيث يُتوقع ارتفاعها بنسبة 0.1 في المائة في كانون الأول (ديسمبر)، ولكن أقل مما تحقق من ارتفاع في تشرين الثاني (نوفمبر)، وأما إذا استثنينا مبيعات السيارات فإن الارتفاع سيكون بالنسبة نفسها، كما أن مؤشر أسعار المُنتجين PPI يُتوقع ارتفاعه في كانون الأول (ديسمبر) بقدر أقل بكثير من ارتفاعه في تشرين الثاني (نوفمبر) وهو 0.2 في المائة، بينما في تشرين الثاني (نوفمبر) ارتفع بنسبة 3.2 في المائة، وهذا يدعو للتفاؤل وسيُخفف من مخاوف التضخم، والصورة ستكون أبهج لو انخفض مؤشر أسعار المُنتجين الأساسي Core PPI بنسبة 0.2، بينما في تشرين الثاني (نوفمبر) ارتفع بنسبة 0.4 في المائة، ويُتوقع أن يشهد مؤشر أسعار المُستهلكين CPI الانخفاض نفسه، كما هو مُبين في جدول التقارير والمؤشرات التي ستصدر هذا الأسبوع.
على صعيد القطاع الصناعي فسيصدر يوم الأربعاء تقرير عن الأداء الصناعي لشهر كانون الأول (ديسمبر)، حيث يتوقع الاقتصاديون أن يتراجع الإنتاج الصناعي في كانون الأول (ديسمبر) بنسبة 0.1 في المائة على عكس ارتفاعه في تشرين الثاني (نوفمبر) بنسبة 0.3 في المائة، وسنترقب كيف سيتعامل المُستثمرون مع نتيجة هذا التقرير.
كما سيُعلن هذا الأسبوع العديد من كبريات الشركات وعلى رأسها شركات القطاع المصرفي مثل "سيتي جروب" و"جي بي مورجان" وبنك USB ومعها عدد من شركات التقنية مثل "إنتل" وIBM، كما أن أحد أهم الشركات المُكونة لمؤشر داو جونز وهي "جنرال إلكتريك".

التحليل الفني

نبهت في التقرير السابق بقولي إن "مؤشر ناسداك هبط بقوة واقترب من المتجه الصاعد عند مستوى 2500 نقطة، فلو كسره بهبوط آخر فإن هذا سيعني أن "ناسداك" قد غير مساره من الصعود إلى الهبوط ويؤذن برحلة هبوط"، وقد ثبت بعد إغلاق الأسبوع الماضي، بما لا يدع مجالاً للشك أن مؤشر "ناسداك" حول مساره من الصعود إلى الهبوط على الأجل الطويل كما يتضح في الرسم البياني في الشكل (1)، حيث كسر "ناسداك" المتجه الصاعد الأول عند مستوى 2500 نقطة نهاية الأسبوع الماضي، ومن المُتوقع أن يستمر هبوطه خلال الأشهر المقبلة على الأجل الطويل حتى مستويات قريبة من 2200 نقطة، حيث يوجد متجه صاعد آخر، كما هو موضح بالرسم سيعمل عمل مستوى دعم.
على الأجل المتوسط فإن الهبوط مُستمر ولكن "ناسداك" اقترب من مستوى دعم عند 2386 نقطة تقريباً، وهذا الدعم كان قد تكون في منتصف آب (أغسطس)، ومن المُرجح أن نجاح المؤشر في البقاء فوق هذا المستوى ضعيف ذلك أن متوسط حركة 50 يوما اقترب من كسر متوسط حركة 200 يوم كما في شكل (2)، وقد يعمل هبوط مؤشر RSI حتى تحت 30 نقطة سيصل به إلى منطقة التشبع بالبيع ويُساعد في تهدئة الهبوط قليلاً.

[email protected]

الأكثر قراءة