وزارة الصحة وشرب الحليب
تطلق وزارة الصحة الأسبوع المقبل مع بداية العام الهجري الجديد 1429هـ اليوم الوطني لشرب الحليب تحت شعار (اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه) في نسخته الثانية بمشاركة العديد من القطاعات الحكومية والقطاع الخاص ممثلا في الشركات الزراعية المنتجة للألبان الطازجة في المملكة، ويأتي ذلك انطلاقا من دورها في الحفاظ على صحة وسلامة أفراد المجتمع كافة، ويهدف هذا اليوم لترسيخ السلوك الصحي السليم لديهم وتعزيز المفاهيم الصحية السليمة من أجل إنسان صحي ومعافى وتأصيل عادة شرب الأطفال للحليب لبناء وتقوية عظامهم، كما أن هذا التوجه يدعم تحرك وزارة الصحة حسب ما أوضحه وزيرها النشط الدكتور حمد المانع، لمكافحة هشاشة العظام، وما يميز هذا اليوم أن له عدة جوانب من أهمها اختيار مُنتج من أهم المنتجات الغذائية التي حققت المملكة فيها ميز نسبية ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على المستوى الخارجي، ويلعب دوراً مهماً في التغذية باعتباره من المواد الغذائية الأساسية لبناء الجسم، وتزداد أهميته للأطفال صغار السن بصفة خاصة، وأوضحت الدراسات أن الحليب يعد غذاءً كاملاً يحتوي على مركبات وفيتامينات ضرورية مثل البروتين، والكالسيوم، والفوسفور، وفيتامين أ، وفيتامين ب، وفيتامين ج، كما أن نسبة قابلية الحليب للهضم عالية جداً إذا ما قورن بالأغذية الحيوانية والنباتية الأخرى، حيث ما يهضم منه 98 ـ 99 في المائة، وكذلك فائدته المباشرة للجسم وعلى وجه الخصوص بناء الجسم أو تدعيمه للأطفال أو المسنين، كما يميز هذا اليوم أنه امتدادا لحملة وزارة الصحة للعام الماضي، وأنه أحد مخرجات التحول النوعي في برامج وزارة الصحة التثقيفية وقربها من شرائح المجتمع المختلفة وفتح قنوات تواصل معهم وعدم اقتصار دورها للتعامل مع المرضى فقط رغم أهمية هذا الدور، إلا أن الوزارة الآن تطبق مبدأ الوقاية خير من العلاج، وقد تسهم مثل هذه الحملات في زيادة معدلات استهلاك الألبان الطازجة المنخفضة والمتباينة في فترات زمنية مختلفة، على الرغم من تزايد الوسائل الدعائية المختلفة التي تقوم مشاريع الألبان الطازجة الكبيرة بها، وقد يعزى الانخفاض والتباين إلى عدة عوامل منها تزايد عدد السكان ونمطهم الاستهلاكي، وقد يكون للثقافة الغذائية دور في هذا التذبذب، والبرنامج الوطني لشرب الحليب واللبن الذي تبنته وزارة الصحة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة له عدة دلالات من أهمها أنه يعكس الأدوار التكاملية بين القطاعات الرسمية والقطاع الخاص ابتداء من إنتاج منتج غذائي صحي حتى وصوله إلى مائدة المستهلك وأفراد عائلته، وخلق مجتمع صحي، وإيجاد نمط استهلاكي يبدأ مع الناشئة، ونهج وزارة الصحة لا يقلل من المبادرات الفردية التي تمت في بعض المدارس سواء الحكومية أو الأهلية في مناطق المملكة المختلفة والتي خدم الحظ بعضها ورأت النور عبر وسائل الإعلام، فيما الأخرى بقيت في المحيط الخاص بها، كما أن هذا التوجه يعزز مثل تلك الجهود المميزة، ومن المؤمل أن يتحقق له الديمومة، بمشيئة الله، إلا أنه لا بد له من المتابعة والتقييم والتقرب لكل ما هو مشوق وعلى الخصوص للناشئة، كما أن الأمر يتطلب التركيز على المراحل الدنيا لحث الأطفال في المراحل المبكرة خصوصا في مرحلة رياض الأطفال لتشجيعهم على استهلاك الحليب. والغرف التجارية الصناعية وكذلك المستشفيات الخاصة في مناطق المملكة مطالبة بدور أكبر في مجال التثقيف الغذائي لدعم مثل هذه البرامج التثقيفية للمساهمة في تعديل أوضاع الأنماط الاستهلاكية لما يفيد صحة المجتمع وإلى نوافذ أخرى تشرعها مشكورة وزارة الصحة.
والله ولي التوفيق،،