ملتقى تقنيات النفط والغاز يناقش التخلص من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتعميم "الآبار الذكية"
عرض الملتقى السعودي لتقنيات استكشاف وإنتاج النفط والغاز الطبيعي، عددا من أوراق العمل العلمية المتعلقة بمناقشة أحدث التقنيات التي يمكن استخدامها في مجال الاستكشاف والإنتاج والتي تهدف إلى مساعدة المهندسين على فهم هندسة انسياب النفط والغاز وتعطيهم إمكانية لزيادة الإنتاج بشكل أفضل.
وتحدث المشاركون في الملتقى الذي يواصل فعالياته لليوم الثاني على التوالي في الرياض عن عدد من التقنيات التي من المؤمل أن يتم تطبيقها في مجال استكشاف وإنتاج البترول والغاز والتي كان من بينها: تطبيقات تقنية النانو في هندسة البترول والغاز، إضافة إلى جلسة علمية تحدثت عما يطلق عليه "الآبار الذكية"، وهي البئر التي تجمع معلومات عن نفسها وتحل مشكلاتها بنفسها.
وكان هناك اتفاق شبه جماعي من قبل الخبراء والمختصين خلال الجلسات على خطورة استمرار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغيره من مؤثرات الاحتباس الحراري، وقد تم الطرق لأهمية وجود تقنيات جديدة، تقلل من هذه الخطورة، حيث عرضت بعض الطرق المجربة للتخلص من ثاني أكسيد الكربون في عمليات استخراج النفط المحسّن.
الآبار الذكية والقراءة عن بعد
ناقش الملتقى عددا من الموضوعات الجديدة التي تطرح لأول مرة أمام المشاركين والحضور من علماء وخبراء ومختصين، مثل القراءة عن بعد، بحيث يتم تطوير تقنيات مستقبلية جديدة تعطي قراءة عن محتويات الآبار على مسافة تصل بين 500 و 1000 متر عن حفرة البئر، إذ إن التقنيات المطبقة في الوقت الحاضر تعطي تحاليل لآبار النفط والغاز على بعد اثنين أو ثلاثة أمتار عن البئر نفسها.
الموائع الذكية
طرحت جلسات الملتقى ورقة علمية حول إدارة المكامن والتقنيات المتقدمة في الحفر وحل مشكلات آبار النفط والغاز، والموائع الذكية وهي السوائل التي يتم ضخها داخل حقل النفط لحل مشكلات داخل المكمن في مكانها، إضافة إلى مناقشة التقنيات التي تتعلق بالتنقيب، مثل: تحليل الموجات السايزمية.
بانتظار التوصيات
هذا ويطمح المشاركون في الملتقى أن يخرجوا بتوصيات تسهم في تلبية الطموحات في البحث والتطوير في مجال استخراج النفط والغاز الطبيعي على اعتبار أن تطوير تقنيات الاستكشاف يعني إيجاد كميات إضافية من ثروة النفط والغاز الطبيعي التي ستضيف سنوات عديدة من الإنتاج لخدمة الأجيال المقبلة..
تطوير تقنيات الحفر
قدم خليفة العمري من شركة أرامكو السعودية، عرضا حول الحلول الجديدة لإعادة تطوير تقنيات الحفر المستخدمة في استكشاف وإنتاج البترول والغاز الطبيعي تمثلت في مجموعة من الخطوط القابلة للتمدد مع حجم محدد من نظام دوران محوري قابل للتوجيه يتم استخدامه الآن في السعودية.
وقال إن الغاية من هذه المحاولة جاءت بهدف إحداث زيادة ملحوظة في مخرجات مكامن البترول في كل بئر بواسطة إعادة الحفر بحجم جديد للجوانب وباستخدام الراسم القابل للتمدد مع أنظمة RRS للحفر والتي تسمح بمزيد من الوصول للمكامن في كل بئر عن طريق حفرة أوسع مما كانت عليه في السابق.
وقدم العمري شرحا تقنيا عن هذه الحلول من خلال عرض حالتين لإظهار الزيادة المؤثرة التي تم الوصول إليها في العمق الجانبي في كل حالة، وما نتج عن هذا من خطوة تغييرية في الوصول للمكامن، إضافة إلى أن النتيجة التي تم الوصول إليها تعتبر الأولى، كمسارات لحفر جانبية، يتم الوصول إليها باستخدام أداة الـ RRS، ودون الحاجة لتشغيل تراكيب الحفر الجانبية المتعددة.
وأشار العمري إلى أن الحلول الجديدة نتج عنها زيادة ملحوظة في معدلات الاختراق ودوران أكثر سلاسة لإتمام التشغيل الكامل، إلى جانب تقليص لافت لعدد الأيام اللازمة لإتمام مشاريع إعادة الحفر، وقال: "إن أسلوب "من القمة للقاع" الذي تم استخدامه في أعمال الحفر الجانبي نتج عنه أيضاً أثر في مرحلة الإتمام الذكي الرفيع كونها يتم تشغيلها في الحفر الجانبي الرئيسي دون أي إشكالات عملياتية".
التخلص من ثاني أكسيد الكربون
قدم المهندس حبيب منّور من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ورقة علمية طرحت تقنية جديدة للضخ المزجي في آبار البترول في السعودية، قال فيها إنه بالنظر إلى زيادة الوعي تجاه قضايا البيئة، فإن صناعة النفط باتت قلقة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وغيره من مؤثرات الاحتباس الحراري.
وبين منور أن الجامعات الرائدة في أرجاء العالم قد كرست طاقاتها الهائلة لدراسة مشكلات مساندة شركات النفط الكبرى في هذا الخصوص، وتطرح المواضيع التي تراوح تأثير ثاني أكسيد الكربون في البيئة إلى عزل ثاني أكسيد الكربون والتخلص السليم منه.
وقال منور إنه من بين الطرق العديدة المجربة للتخلص من ثاني أكسيد الكربون، فإن الأكثر وعداً على الأرجح هو استخدام ثاني أكسيد الكربون في عمليات استخراج النفط المحسّن.
وعن هذه الطريقة، بين المهندس منّور إنه قد تم تجريبها في الحقل قبل فترة طويلة من إثارة تأثير ثاني أكسيد الكربون في البيئة، وفي الشرق الأوسط فإن صناعة النفط تلعب دوراً رائداً في استخدام الفيض المزجي لثاني أكسيد الكربون، كتقنية فعالة لاستخراج النفط المحسّن، فإن من شأن ذلك أن يقود إلى مضاعفة المزايا الناتجة وحل المشكلات البيئية والاقتصادية معاً.
وأفصح المهندس منّور عن وجود برنامج بحثي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، يعالج كيفية استخدام ثاني أكسيد الكربون كعامل مزجي في مكامن النفط، وقد بدأ العمل على إعداده منذ ثلاثة أعوام ولا يزال متصلاً حتى الآن.