كتب ومؤلفون مغمورون يرتفعون إلى القمة بمجرد استضافتهم في البرنامج
يعد برنامج "نادي أوبرا للكتاب", أسطع مثال على التأثير الهائل الذي تمارسه وسائل الإعلام, والتلفزيون بشكل خاص, في عالم الكتاب والنشر, وفي جمهور القراءة العريض, وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهت إلى البرنامج فيما يتعلق بالمنهج المتبع في اختيار الكتب والمؤلفين, الذي يعتبره النقاد مغرقا في العاطفية, وتلك التي وجهت إلى أسلوب أوبرا النجومي في استعراض نفسها والمؤلف والكتاب, فإن برنامج نادي أوبرا للكتاب هو اليوم الأقوى في التأثير في سوق الكتاب في أمريكا, ففي كتابها الذي يحمل عنوان "القراءة مع أوبرا: نادي الكتاب الذي غير أمريكا", تدافع كاثلين روبن, عن أوبرا بشكل عقلاني وتعزو إليها دورا مهما في ردم الهوة العميقة بين أدب النخبة وبين الأدب الشعبي أو أدب القاع في الولايات المتحدة, وتورد المؤلفة أمثلة عن التأثير الهائل الذي لعبه البرنامج في صعود مؤلفين مغمورين إلى القمة بمجرد ظهورهم في البرنامج, فبعد أسابيع من اختيار كتاب "الليل" ليكون مادة لإحدى الحلقات, نشر على صفحات مجلة "تايم الأمريكية", مقال يصنف المؤلف إيلي ويسلي باعتباره واحدا من المائة شخص الأكثر تأثيرا في العالم!! وارتفعت مبيعات بعض العناوين إلى مليون نسخة في مرحلة الفترة الذهبية لشعبية البرنامج, مما دفع البعض إلى إطلاق تعبير "ظاهرة تأثير أوبرا", لوصف القفزات النوعية التي تحققها مبيعات هذا الكتاب أو ذاك بتأثير ظهوره نسخة منه في يد مقدمة البرامج الأكثر شهرة في العالم من خلال برنامجها المتلفز.
بدأ برنامج نادي أوبرا للكتاب عام 1996, حيث كان يتم استضافة كتاب واحد شهريا, واكتسب بسرعة شعبية واسعة جدا, وأول كتاب دخل البرنامج هو رواية "النهاية العميقة للمحيط", لجاكلين ميشارد, وبعد توقف البرنامج لمدة عام كامل في 2002, عاد للظهور ثانية بمعدل ثلاث حلقات في العام, مع التركيز بشكل كامل على أعمال الأدب الكلاسيكي العالمي, مثل روايات "تولستوي" و"شتاينبك", الذي قفزت روايته "شرق عدن"، والتي كتبت قبل 51 عاما لتحتل فجأة المرتبة الأولى في قائمة " النيويورك تايمز" للكتب الأكثر بيعا, وفي 2005 وسعت أوبرا البرنامج حيث صار يستضيف تنوعا أكبر من المؤلفين والعناوين التي لم تعد مقتصرة على الأدب وحده, ومن المؤلفين الذين ظهروا في نادي أوبرا للكتاب عام 2007:
جون وود, وكتابه "لندع مايكروسوفت تغير العالم", ميتش بورن "من أجل يوم واحد آخر", ريتشارد كارلسون "لا ترهق موظفيك الصغار".. ومن أهم العناوين التي استضافها البرنامج في السنوات السابقة: "آنا كارنينا", 2004, "ليو تولستوي". "شرق عدن", 2003, "جون شتاينبك". السقوط على ركبتيك, 2002, "آن ماري ماكدونالد". التصحيح, 2001, "جوناثان فرانزي".
من الجدير بالذكر أن أوبرا وينفري. من مواليد 1954, قد نشأت في أسرة ريفية بسيطة, وبدأت حياتها المهنية كمذيعة إذاعية, ثم كمقدمة للنشرات الإخبارية التلفزيونية, ثم أصبحت مضيفة لبرنامج حواري باسم "الناس يتحدثون", وبرنامج "أنا شيكاغو" الذي نجح نجاحا مذهلا بعد شهر واحد من تقديمه, وتغير اسم البرنامج فيما بعد إلى "أوبرا وينفري شو" الذي يعد نادي أوبرا للكتاب أحد أجزائه الفرعية.
وتعد برامج أوبرا الأكثر شعبية في العالم, ويشاهدها أكثر من 23 مليون أمريكي إضافة إلى عشرات الملايين في أكثر من 100 دولة, وقد تميزت أوبرا بروحها الرقيقة التي لم تتغير بتأثير الثراء السريع, وبتبرعاتها السخية للمشاريع الإنسانية التعليمية والصحية خاصة المتعلقة منها بالأطفال, وقد شهد العام الماضي,2007 دخولها نادي أصحاب الأصفار التسعة لتصبح مليارديرة كاملة العضوية, دون أن يفقدها ذلك شغفها الشديد بالقراءة أو حماسها للكتاب.