استغرقوا ألف عام في تدوين كتاب!!
يعد هذا الكتاب, الأثقل وزنا في العالم, إذ إن صفحاته قد صنعت من ألواح صخرية صلبة, وهو يضم 14.300 لوحا حجريا نقشت عليها كتابات ونصوص وشروح دينية, ويبلغ عدد كلماته التي استغرقت كتابتها ألف عام ونيف, 35 مليون كلمة فقط! الكتاب موجود في مقاطعة بيجنج الصينية, وقد شارك في تدوينه 16 ألف شخص!!, وبدأ العمل في الألواح منذ عام 605 م, على يد جينج وانج, واستمرت الجهود عشرة قرون كاملة قبل أن يكتمل الكتاب عام 1644 ميلادي, بمشاركة ستة عشر جيلا من الحفارين والناقشين المهرة.
وبعد اكتمالها نقلت الألواح الثقيلة بعناية, عبر التلال والجبال, ليصار إلى تخزينها داخل تسعة كهوف, تعلو 1200 مترا فوق سطح البحر, وقد اكتشف بعض من هذه الألواح للمرة الأولى عام 1942 أثناء الغزو الياباني للصين في الحرب العالمية الثانية, ثم اكتشف القسم المتبقي منها على يد بعثة أثرية ألمانية, قررت بعد الدراسات التي أجرتها على الكتاب, أن الألواح قيمة و تستحق الدخول إلى قائمة الميراث العالمي لليونسكو, بحيث تتم إتاحة الفرصة للجمهور لمشاهدتها مباشرة.
والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة هنا هو, لماذا أتعب هؤلاء أنفسهم خلال قرون وقرون في تدوين الكتاب على ألواح حجرية ثقيلة وصلبة من هذا النوع؟ خاصة وأنهم يعيشون في الصين وهي البلد السباق عالميا في اكتشاف الورق والذي عرفت فيه الكتابة الورقية قبل البدء بتدوين هذا الكتاب, بـ 500 عام كاملة؟
والجواب الوحيد في رأينا هو: "ولله في خلقه شؤون".