الأسواق المالية ونقاط التحول المحتملة في علم الاقتصاد
يقدم الكتاب طريقة جديدة للتفكير في الأسواق وتقديم نقاط تحول محتملة في علم الاقتصاد، ما يجعل الكتاب مرجعا مهما للاقتصاديين وواضعي السياسات والمستثمرين المتمرسين.
فيما يمثل تحديا كبيرا للمعتقدات الاقتصادية التقليدية، يؤكد الكتاب أن النماذج الصارمة للسلوك البشري الهادف تتجاوز مدى التحليل الاقتصادي. يؤكد الكتاب أن الإخفاقات التجريبية القديمة للنماذج الاقتصادية التقليدية تنبع من جهودها عديمة الفائدة والتي تهدف إلى تقديم توقعات دقيقة خاصة بتوابع السلوك المتعقل المراعي للمصلحة الشخصية.
تقوم مثل هذه التوقعات على نماذج ميكانيكية للسلوك البشري، ومن ثم تتجاهل أهمية الإبداع والابتكار الشخصي والتغير الاجتماعي السياسي الذي لا يمكن توقعه. على الرغم من أن هذه التفسيرات قد تبدو علمية إلا أنها عادة ما تفشل في توقع سلوك الأسواق.
وكما يؤكد الكتاب، فإن النماذج السلوكية الحديثة للأسواق لا تقل ميكانيكية عن نظائرها التقليدية: فجميعها تهدف إلى الإتيان بذات التوقعات المتعلقة بالسلوك البشري غير المنطقي. يعد الكتاب بمثابة استجابة طال تأخرها لنقاط الضعف الموجودة في النماذج الاقتصادية التقليدية.
كما يلفت الكتاب النظر إلى الحدود الطبيعية للمعرفة الاقتصادية، ويقدم طريقة جديدة للتحليل الاقتصادي يطلق عليها المؤلفان "المعرفة الاقتصادية الناقصة". ترفض هذه الطريقة التوقعات الكمية الدقيقة للقرارات الفردية وتأثير الأسواق مفضلة عليها النماذج الرياضية التي لا تأتي سوى بتوقعات كيفية للتغير الاقتصادي.
يطبق الكتاب طريقة المعرفة الاقتصادية الناقصة على سوق صرف العملات الأجنبية كنوع من التجريب والاختبار لها، ليلقي الضوء على أسعار الصرف والإجراءات التي تتسم بالمخاطرة في التعامل مع سوق الصرف والتي كثيرا ما كان لها تأثيرا سلبيا على النماذج الاقتصادية التقليدية لسنوات طويلة.
عرفت من فترة طويلة أهمية التوقعات في فهم التقلبات الاقتصادية، إلا أن المعلومات الخاصة بهذه التوقعات لم تتم دراستها بصورة وافية. كانت فرضية التوقعات المنطقية محاولة جريئة لكنها أثبتت بعد التطبيق الفعلي لها أنها بعيدة عن الفعالية خاصة في مجال أسعار صرف العملات الأجنبية.
يقدم الكتاب طريقة جديدة للتفكير في الأسواق وتقديم نقاط تحول محتملة في علم الاقتصاد، ما يجعل الكتاب مرجعا مهما للاقتصاديين وواضعي السياسات والمستثمرين المتمرسين. كما يقدم أفكارا قيمة للنظرية الرأسمالية الحديثة. يحاول الكتاب بهذا تصحيح الوضع القائم والعودة بعلم الاقتصاد إلى مساره الصحيح، وتوضيح العديد من خصائص الاقتصاد الحديث والتي لا يمكن للتوقعات المنطقية أن تفسرها.
من المعروف لكل من درس الأسواق المالية كأسواق العملات، أنه من الصعب تفسير التقلبات قصيرة ومتوسطة المدى، فضلا عن توقعها. إلا أنه قد يكون من المفيد تحسين فهمنا لعمل الأسواق المالية وتعاملها المعلومات الجديدة. كما يكون من المفيد أيضا فهم نماذج أسعار الصرف الحالية.