حالة الغموض تتزايد حول توجهات أسعار النفط هذا الأسبوع

حالة الغموض تتزايد حول توجهات أسعار النفط هذا الأسبوع

تتزايد حالة الغموض حول توجهات السوق خاصة مع التركيز على المسار الذي سيتخذه الاقتصاد الأمريكي وإذا كان سينحدر نهائيا في بؤرة الكساد أم يستطيع المحافظة على شيء من الحيوية. وتتعقد الصورة بسبب الإشارات المتقاطعة حول الأداء الاقتصادي، مثل التقرير الخاص بحدوث ارتفاع في طلبيات المصانع، ثم يأتي عكسه تقرير وزارة العمل التي توضح أن الشهر الماضي شهد إيجاد 18 ألف وظيفة فقط، وهو معدل لا يقل فقط عما كان يتوقعه المحللون، وهو 70 ألف وظيفة، وإنما يعد الأقل منذ عام 1983، كما أن نسبة العطالة ارتفعت إلى 5 في المائة من أقصى معدل بلغته في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وهو 4.8 في المائة.

ويبدو أن ثقة المستهلكين واستمرارهم في الإنفاق أو قبض يدهم سيكون المؤشر على الأداء الاقتصادي العام. وبسبب حالة الغموض هذه التي تلف السوق، قال الرئيس الجديد لمنظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) شكيب خليل وزير النفط الجزائري إن المنظمة ستراقب وضع الاقتصاد الأمريكي، وإذا كان سيتجه إلى الكساد أم يحافظ على أدائه وذلك قبل اتخاذ أي قرار بزيادة الإنتاج عندما يلتقي الوزراء في فيينا في الأول من شباط (فبراير) المقبل. فإذا تزايدت مؤشرات الكساد الاقتصادي فإن أي زيادة في الإمدادات لن تكون في الصالح لأنها ستؤثر في الطلب، كما يقول ولو أنه يرى أن سعر البرميل سيستمر في التصاعد خلال الربع الأول من هذا العام قبل أن يستقر منخفضا في الربع الثاني. ويرى محللو السوق أن المنظمة مرتاحة إلى المعدل السعري الحالي، خاصة وهو نتاج عوامل عديدة يشكل العرض والطلب واحدا منها فقط، بينما تتداخل عوامل أخرى من الأوضاع الجيوسياسية سواء في الدول المنتجة أو تشابكات أوضاع السياسة الدولية في لعب دورها كذلك.

لكن بعض المسؤولين الإيرانيين يقولون إن "أوبك" لا تستطيع زيادة الإمدادات حتى إذا قررت ذلك، لأن معظم الدول تنتج بطاقتها القصوى في الوقت الحالي.

من جانب آخر فإن وضع المخزونات الأمريكية أصبح مثارا للقلق. فآخر تقرير دوري عن حركة المخزون من إدارة معلومات الطاقة في الأسبوع الماضي أوضح أن معدلات الخام تراجعت أربعة ملايين برميل إلى 289.6 مليون، بينما كانت التوقعات تشير إلى تراجع في حدود 1.7 مليون برميل فقط، وتراجع بهذا الحجم يعود بمخزون الخام إلى ما دون 290 مليون برميل، أو 65 مليون برميل أقل من القمة التي بلغها في حزيران (يونيو) الماضي، مع ملاحظة استمرار التراجع للأسبوع السابع على التوالي.

لكن وضع المشتقات كان مختلفا، فقد زاد حجم المخزون من البنزين 1.9 مليون برميل إلى 209.8 مليون، بينما كانت التوقعات تشير إلى زيادة في حدود نصف مليون برميل فقط، ومن جانبها حققت المقطرات زيادة في حدود 700 ألف برميل إلى 127.2 مليون، أو ضعف ما كان يتوقعه محللو السوق، كما تصاعد إنتاج البنزين إلى 9.1 مليون برميل يوميا، ومع ملاحظة أن المصافي كانت تعمل بطاقة 89.4 في المائة.

وعلى كل يبدو هذا الأسبوع مهما لتحديد تحركات الأسعار خاصة وهو يأتي بعد أسبوعين اعترضتهما فترة عطلات عيد الميلاد ورأس السنة وعودة النشاط السياسي والاقتصادي إلى عنفوانه، الأمر الذي يعطي فرصة أفضل لسبر غور العوامل التي تؤثر في سعر البرميل.

الأكثر قراءة