اليوم:الرياض على موعد مع تجمع دولي لبحث آخر تطورات تقنيات استكشاف النفط والغاز الطبيعي
تشهد الرياض اليوم أكبر تجمع علمي على مستوى الشرق الأوسط لبحث آخر التطورات الحديثة في مجال الحفر والاستكشاف وإنتاج النفط والغاز الطبيعي في المملكة، وذلك في خطوة تستهدف إيجاد تقنيات جديدة لتطوير هذه الصناعة لأهميتها الاقتصادية بالنسبة للسعودية التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم، فضلا عن كونها تملك رابع أكبر مخزون للغاز عالميا.
ويعقد هذا الملتقى الذي يرعاه المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، تقديرا للحاجة الملحة إلى وجود تقنيات حديثة ومتطورة في مجال استكشاف وإنتاج النفط والغاز تسهم في رفع نسبة استخلاص هذه الثروة الطبيعية وإضافة عائدات اقتصادية جديدة.
ويطرح الملتقى أمام أكثر من80 متحدثا محليا وعالميا من بينهم علماء يعدون من أشهر خبراء السايزمية ومكامن النفط والاستكشاف والبحث العلمي في العالم عددا من الموضوعات العلمية المتعلقة بالبحوث والتقنيات المتطورة المستخدمة في استكشاف وإنتاج النفط والغاز الطبيعي، وخاصة تطبيق تقنيات النفط والغاز المبتكرة والمتمثلة في تقنيات الاستكشاف والإنتاج والحفر، جيولوجية مكامن النفط والغاز الطبيعي، جيولوجية الربع الخالي، وصف وإدارة مكامن النفط والغاز، تطبيق تقنية الاستكشاف السايزمي، دراسات حالات حقلية سابقة لبعض تطبيقات التقنيات المتقدمة ونتائج البحوث ذات الصلة، إضافة إلى تطبيقات التقنيات المتناهية الصغر والموائع الذكية في مجال النفط والغاز، إلى جانب التطورات في مجال إدارة ومحاكاة المكامن، وكذلك توطين البحث والتطوير والتقنية.
وبين الأمير تركي بن سعود آل سعود نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث رئيس اللجنة الإشرافية للملتقى، أن تقنية استخراج البترول والغاز من التقنيات الاستراتيجية في الخطة الوطنية للعلوم والتقنية، ومن هذا المنطلق يأتي الاهتمام بتنظيم هذا الملتقى، حيث يهدف إلى بحث ومناقشة القضايا التي تتعلق بهذا المجال في المملكة، والتقنيات الحديثة المستخدمة، وفتح مجالات التعاون مع الشركات المستثمرة في هذا المجال وشركات خدمات البترول والغاز داخل المملكة وخارجها.
وأفاد الأمير تركي أن هذا الملتقى يعد الأول من نوعه بهذا الحجم والمستوى الذي يجمع خبراء عالميين محليين ودوليين تحت سقف واحد لمناقشة أحدث التقنيات المستخدمة في هذا المجال، مشيرا إلى أن المملكة بدأت منذ وقت مبكر في توسيع أنشطتها الاستكشافية استجابة لازدهار الاقتصاد العالمي ونمو حجم الطلب على البترول تبعاً لذلك، كما أن لديها خططا طموحا لتطوير استراتيجياتها في هذا المجال تقوم على برامج بحثية تهدف إلى تحسين إنتاج الحقول الحالية باستخدام أحدث ما توصلت إليه التقنية في هذا المجال.
وعد الأمير تركي تقنية البترول والغاز من التقنيات الاستراتيجية في الخطة الوطنية للعلوم والتقنية، ومن هذا المنطلق يأتي الاهتمام بتنظيم الملتقى السعودي لتقنيات استكشاف وإنتاج البترول والغاز الطبيعي، حيث يهدف إلى بحث ومناقشة القضايا التي تتعلق بهذا المجال في المملكة، والتقنيات الحديثة المستخدمة، وفتح مجالات التعاون مع الشركات المستثمرة في هذا المجال وشركات خدمات البترول والغاز داخل المملكة وخارجها.
وأشار الأمير تركي إلى أن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تحرص على التعاون مع الجهات ذات العلاقة من خلال إقامة هذه الملتقيات العلمية والندوات والمؤتمرات المتخصصة للإسهام في بحث القضايا العلمية ذات الأهمية الاستراتيجية للمملكة وإبرازها.
وتابع قائلا: "إن هذه القضايا العلمية يتم تناولها بشكل مستفيض، عن طريق نخبة من الخبراء والعلماء العالميين المتخصصين من الدول المتقدمة والبارزة في تقنيات محددة، للاستفادة من هذا الخليط العلمي الذي سينتج عنه في نهاية الفعالية نتائج قيمة وفعالة يستفاد منها بشكل مباشر في سبر أغوار التقنيات الحديثة وإيجاد الحلول العملية للمشكلات والصعوبات التقنية التي تواجه مختلف القطاعات في المملكة وتوظيفها لخدمة أغراض التنمية، وتفعيل التعاون بين الجهات المختلفة في المملكة والجهات الخارجية".
وقال الأمير تركي إن رعاية وزير البترول والثروة المعدنية هذا الملتقى تزيد من أهميته باعتبارها جاءت من المسؤول المباشر عن هذه الثروة الوطنية في المملكة، وذلك بالتأكيد يشكل امتداداً للاهتمام والعناية اللذين تحظى بهما مثل هذه الملتقيات العلمية المهمة من كافة المسؤولين في الدولة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الذين أولوا اهتماماً وحرصاً كبيراً للجوانب العلمية والتقنية في المملكة.
وزاد: "لقد وجدنا من المسؤولين في وزارة البترول والثروة المعدنية كل الدعم والاهتمام الكبير والتعاون البناء منذ بداية فكرة عقد هذا الملتقى، وتم بالتعاون والتنسيق معهم تشكيل اللجان الإشرافية والعلمية والتنظيمية التي تضم مسؤولين من الوزارة والمدينة وشركة أرامكو السعودية، وشركة شيفرون العربية السعودية.
وتوقع نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث رئيس اللجنة الإشرافية للملتقى أن يحظى هذا الملتقى بحضور كثيف واهتمام واسع من جميع المختصين والمهتمين في المملكة، استنادا إلى طلبات التسجيل الأولية للمشاركة في فعاليات الملتقى أو المعرض المصاحب، هذا إضافة إلى العلماء والمختصين الذين سيتولون تقديم الأوراق العلمية والمحاضرات القيمة التي تعرض أبرز وأحدث التقنيات المستخدمة في هذا القطاع الحيوي والاستراتيجي.
من جانبه أوضح المهندس يحيى بن جميل شيناوي مدير عام فرع وزارة البترول والثروة المعدنية في المنطقة الشرقية نائب رئيس اللجنة الإشرافية للملتقى، أن ما حمله الملتقى في نسخته الأولى "نحو بيئة بحثية محلية"، يوضح التوجه الحالي لتطوير المقدرات البحثية في المملكة لتتناسب مع الطموحات في تطوير صناعة محلية خدمية راقية تسعى إلى توفير الحلول للشركات العاملة بما يتناسب مع ظروف المنطقة وبكفاءة عالية، وبما ينمي الصناعة المحلية ويوفر الوظائف والخبرات للمواطنين.
وقال: "يأتي الملتقى في وقت مناسب حيث ستطلق المملكة قريباً استراتيجية توطين وتطوير تقنيات استكشاف وإنتاج البترول والغاز، التي تسعى إلى توحيد الجهود من الجهات البحثية والجهات الأخرى لتحقيق أهدافها التي نتمنى أن تؤتي ثمارها في المستقبل المنظور".
وتابع قائلا: إن وزارة البترول والثروة المعدنية ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تهدفان من خلال هذا الملتقى إلى الحصول على ما قد يساعد على تطوير آليات تسهم في تحقيق أهداف استراتيجية توطين وتطوير تقنيات استكشاف وإنتاج البترول والغاز وتساهم في تطوير كوادر بحثية قادرة على توطين التقنية وتطويرها ونقل نتائج الدراسات المنجزة إلى أدوات وحلول تخدم الصناعة البترولية في المنطقة بكفاءة اقتصادية، وبما يحقق المحافظة على البيئة وينعكس إيجاباً على رفاهية المواطنين.
وثمن المهندس شيناوي للمهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، اهتمامه بالملتقى ورعايته له، كما رحب بجميع المشاركين والحضور في الملتقى السعودي لتقنيات استكشاف وإنتاج البترول والغاز الطبيعي، متمنيا أن يخرج المشاركون من تداولاتهم بما يخدم أهداف الملتقى والصناعة البترولية محلياً وعالمياً.