هل يشعل الخليجيون شرارة التمويل الإسلامي في كندا ؟
رغم أن التمويل الإسلامي في كندا ما زال في مهده، يعتقد الكثير من اللاعبين الرئيسيين أن وقته قد حان.
لقد انتشر قطاع التمويل الإسلامي انتشاراً واسعاً في كل من الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، وأوروبا، والمملكة المتحدة في الثلاثين سنة الماضية ونما بنسبة 15 في المائة سنوياً في الأعوام الخمسة الماضية.
ورغم نمو هذا القطاع حول العالم، إلا أنه ما زال يخطو خطواته الأولى في أمريكا الشمالية. ولكن الخبراء يقولون إن هذه السوق غير المطروقة على نطاق واسع في كندا فيها نحو مليون مسلم، إلى جانب غير المسلمين المهتمين بالاستثمارات التي تقوم على أسس أخلاقية وإضافة إلى المستثمرين الأجانب من الشرق الأوسط الذين هم من أثرياء النفط.
ولكن هذا الوضع على وشك أن يتغير، كما يقول عمر كالير، مؤسس ورئيس شركة UM المالية. وقد كونت شركته ـ التي بدأت بتقديم منتج الرهن الذي يقوم على أسس شرعية ونوعت خدماتها فيما بعد إلى مجالات أخرى - شراكة مع واحد من البنوك الخمسة الكبرى في كندا. وسيبدأ هذا البنك في الأشهر المقبلة بتوزيع باقة كاملة من المنتجات غير الربوية التي تقدمها شركة UM، ومن بين هذه المنتجات الرهنيات، والاستثمارات، وبطاقات الائتمان، والإيداعات، والتمويل الدولي. وقد دخل بنك رويال الكندي هذه السوق عبر قيامه باختيار منتج تمويلي مبني على أحكام الشريعة الإسلامية منذ عدة سنوات، ولكنه قرر أنه لا يوجد طلب كاف على المنتج المذكور. على أن فيصل كوتي، الشريك في شركة كوتي سيد ومحمد في تورنتو للاستشارات القانونية التي تقدم الاستشارات لشركات إسلامية أخرى في كندا، يقول إن قلة الطلب لم يكن لها أثر في غرق ذلك المنتج.
ومن ناحية أخرى، بدأ المستثمرون من بلدان الشرق الأوسط الغنية بالنفط بالاهتمام في هذه الناحية يقول كوتي: "إن قدراً كبيراً من الأموال التي تدخل في التمويل الإسلامي تأتي من الشرق الأوسط . ويخشى الكثير من هؤلاء الناس أن يستثمروا أموالهم في الولايات المتحدة بعد هجمات أيلول (سبتمبر) أما كندا فتعتبر مأمونة".
ويتابع "إن بعض كبار اللاعبين في الخليج قد يأتون إلى هنا ويشترون مشاريع تجارية كبيرة ويقومون بصفقات عقارية ويرغبون في هيكلتها عبر المؤسسات المالية الإسلامية".
لكن منجم الذهب الحقيقي يمكن أن يكون الموارد الطبيعية لكندا وما يمكن أن تستقطبه من أموال المؤسسات التابعة للبلدان الإسلامية، كما يقول محمد فاضل الأستاذ المساعد في جامعة تورنتو المتخصص في القانون الإسلامي.
وأضاف فاضل أن أفراداً أثرياء من الشرق الأوسط بشكل خاص على دراية الآن بالاستثمار في الموارد الطبيعية.
وهناك ميزة أخرى لكندا . فمنذ 9 أيلول (سبتمبر)، أخذ المستثمرون من الشرق الأوسط يحترسون من وضع أموالهم في الولايات المتحدة بسبب المناخ السياسي فيها. وتمثل كندا بالنسبة لكثير من أولئك المستثمرين بديلاً لدخول سوق أمريكا الشمالية، كما يقول فاضل: "إن كندا بديل للولايات المتحدة".
*منقول من صحيفة "ذا تورونتو ستار"