النفط يستقر عند 99 دولارا.. وتعطل إمدادات المكسيك يرجح استمرار الصعود
استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام أمس عند 99 دولارا للبرميل بعد هبوطها اليوم السابق وسط عمليات بيع لجني الأرباح بعد الانتعاش القياسي الذي تخطت فيه أسعار الخام حاجز 100 دولار.
وارتفع سعر عقود النفط الأمريكي الخفيف لأقرب استحقاق وهو شباط (فبراير) المقبل 11 سنتا إلى 99.29 دولار للبرميل في التعاملات الإلكترونية.
وكان العقد قد هبط 0.44 دولار عند التسوية في إغلاق بورصة نايمكس أمس الأول بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق 100.09 دولار في وقت سابق أمس بفعل بيانات تظهر هبوط مخزونات الخام الأمريكية.
وارتفع سعر العقود الآجلة لمزيج النفط الخام برنت 30 سنتا إلى 97.90 دولار للبرميل.
وقال بول هورسنل من مؤسسة باركليز كابيتال ريسيرش "مع قرب زوال الجلبة التي أحاطت باختراق حاجز 100 دولار فإن السوق الآن من المرجح أن تدخل فترة هدوء تستقر فيها الأسعار قبل الاجتماع المحوري لـ "أوبك" الشهر المقبل". وجاء تخطي سعر النفط حاجز 100 دولار أمس الأول بعد أن أفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الولايات المتحدة من الخام هبطت أربعة ملايين برميل إلى أدنى مستوى لها في ثلاثة أعوام بينما هوت مخزونات زيت التدفئة 1.4 مليون برميل إلى 38.4 مليون برميل وهو ثامن هبوط أسبوعي لها على التوالي.
وهبطت مخزونات الخام في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم أكثر من 25 مليون برميل، أو نحو 8 في المائة منذ أوائل تشرين الثاني (نوفمبر) مع تراجع الواردات من جراء سوء الأحوال الجوية على ساحل الخليج الأمريكي، الأمر الذي عرقل الشحنات.
وقال بعض المحللين إن إحجام "أوبك"، وغيرها من كبار المنتجين عن زيادة إمدادات المعروض من النفط على الرغم من تخطي الأسعار حاجز الـ100 دولار مع الاضطرابات المتصلة بعوامل الجغرافيا السياسية سيبقي أسعار النفط عند مستويات قياسية.
وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" قد قررت في اجتماعها السابق في كانون الأول (ديسمبر) إبقاء قيودها على الإنتاج، بينما قال مسؤولون من "أوبك" إن المنظمة ليس بوسعها أن تفعل شيئا لترويض الأسعار لان الأسواق العالمية تشهد بالفعل وفرة في المعروض.
ورددت وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس صدى تصريحات البيت الأبيض بقولها إنه لا حاجة لإطلاق كميات من مخزونات الطوارئ من النفط الخام. وقال محللون إنه في الأيام المقبلة ستواصل السوق مراقبة تحركات السلع الأولية الأخرى بعد أن سجلت أسعار الذهب، والبلاتين مستويات قياسية مرتفعة. ويتركز اهتمام السوق أيضا على الدولار الذي واصل هبوطه مقابل اليورو، والين أمس الأول. وأضافوا أن إغلاق مرافئ النفط الرئيسية في المكسيك التي تشحن نحو 80 في المائة من صادرات البلاد من الخام سيدعم أيضا الأسعار بسبب المخاوف من أن تتعطل الشحنات إلى الولايات المتحدة. وتعتبر المكسيك من أكبر ثلاثة موردين للنفط إلى الولايات المتحدة.
إلى ذلك, أكدت وحدة لويدز للمعلومات البحرية أمس أن البيانات الأولية لعمليات تحميل الناقلات بالنفط تظهر أن صادرات دول منظمة "أوبك" المنقولة بحرا باستثناء أنجولا، والإكوادور ارتفعت في الأسبوعين الأولين من كانون الأول (ديسمبر) الماضي بالمقارنة بشهر تشرين الثاني (نوفمبر) بأكمله.
وقالت الوحدة الاستشارية إن الشحنات من 11 دولة عضوا في "أوبك" بما فيها العراق ارتفعت بسرعة في أوائل الشهر الماضي لتصل إلى 24.016 مليون برميل يوميا بناء على عمليات التحميل في الفترة من 26 تشرين الثاني (نوفمبر) إلى التاسع من كانون الأول (ديسمبر).
وخلال تشرين الثاني (نوفمبر) بلغ متوسط الصادرات 23.138 مليون برميل في اليوم. وقال محلل في الوحدة عن الزيادة التي تبلغ نحو 900 ألف برميل يوميا "هذه أرقام أولية، ولذلك فإن حجم الزيادة لن يكون كبيرا مثلما هو للشهر كله". مضيفاً "ما يمكننا أن نقوله الآن إن هناك اتجاها صعوديا مقارنة بتشرين الثاني (نوفمبر) لكنه بسيط".
وتزامنت الزيادة في الصادرات مع ارتفاع حاد في أسعار الشحن الأساسية للنفط الخام من مراكز التصدير الرئيسية لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاثة أعوام في كانون الأول (ديسمبر) على الناقلات الأكبر حجما. وقالت الوحدة إن الصادرات انخفضت نحو 40 ألف برميل يوميا إلى 23.138 مليون برميل يوميا في تشرين الثاني (نوفمبر) مقارنة بشهر تشرين الأول (أكتوبر). وأضافت "لويدز" التي تتابع الصادرات البحرية وليس حجم إنتاج "أوبك" أنها واثقة بأنها تراقب شحنات تغطي أكثر من 90 في المائة من أسطول الناقلات العالمي، وأنها تبذل جهودا كبيرة لمراقبة شحنات النفط الخام فقط دون غيرها.