الشيخ المنجد: الذين أسلموا في البلاد المتقدّمة اكتشفوا ما جنته عليهم حضارة بلادهم
أكد الشيخ محمد المنجد الداعية الإسلامي المعروف أن الإسلام يواصل نجاحه في الدول المتقدمة، وفي غيرها، لأن دعوته توافق الفطرة البشرية، وتتبنى أفضل القيم الإنسانية، من تسامح، ومحبة، وتراحم، وصدق، وإخلاص.
وأضاف أن الإسلام يربي النفوس، ويرتقي بها إلى السلوك القويم، ويزينها بالآداب والفضائل، ودعوته هذه تتميز عن غيرها بالواقعية، والاتزان، والاعتدال، فهو يعطي للروح حقها وللجسد حقه، فلا يكبت الشهوات، ولا يسمح بالإسراف فيها، وهو يفرّق بين مطالب النفس الفطرية من متاع الدنيا.
وقال إن هذا الدين العظيم بيّن الشهوات المحرمة، التي تدخل في باب الرذائل والمنكرات. أقبل الناس على الإسلام لأنهم وجدوا فيه الأمن والطمأنينة والسكينة، وفيه التمسوا علاجاً ناجعاً لمشكلاتهم، وبه تخلصوا من الحيرة والقلق والضياع.
وهو دين الفطرة التي خلق الله الناس عليها ولذلك يقبله أصحاب العقول السليمة والفِطَر المستقيمة، كما جاء عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ (أي على الإسلام) فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوَ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ ( أي تولد كاملة لم يذهب من بدنها شيء) هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ (مقطوعة الأذن)، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّم( رواه البخاري/1359 والمراد أن الله خلق الخلق مهيئين لمعرفة الحقّ وقبول التوحيد والاستسلام لله وأنّ فِطَرهم مقتضية لمعرفة دين الإسلام ومحبته، ولكن التربية السيئة والبيئة الكافرة والهوى وشياطين الإنس والجنّ هي التي تحرفهم عن الحقّ، فالخلق في الأصل مفطورين على التوحيد كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربه (إني خلقت عبادي حنفاء كلهم, فاجتالتهم الشياطين عن دينهم (رواه مسلم، وأشار إلى أن الذي أسلم بعد الكفر يوصف بأنّه رجع إلى الإسلام وهذا أدقّ من عبارة تحول إلى الإسلام، وعندما يدخل الإسلام بلدا ليس فيه تعصّب ولا موروثات جاهلية كثيرة فإنه ينتشر بسرعة كبيرة لقوته وقلّة معوّقاته، وتراه أيضا يُناسب العامي والمثقّف والذّكر والأنثى والكبير والصغير كلّ يجد فيه بُغيته ومنشودة. وقال إن الذين أسلموا في البلاد المتقدّمة يرون ماذا جنت عليهم حضارة بلادهم وتشريعاتها وقوانينها التي وضعها البشر بأهوائهم، ويدركون حجم الشّقاء والتعاسة التي يعيشها الناس في البلاد المتقدّمة وكثرة الأمراض النفسية والانهيارات العصبية والجنون والانتحار على الرّغم من التقدّم التقني والعدد الكبير من المكتشفات والمخترعات والأساليب الإدارية والنّظم الحديثة، وذلك لأنّ هذا كله اهتمام بالجسد والأمور الظّاهرية، ولكنه غفلة وإعراض عن الباطن وغذاء الرّوح والقلب وعلاجهما. وقد قال الله عن هؤلاء: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)7 سورة الروم.