رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


مصارف جديدة .. لخدمة صغار العملاء

لا يمكن أن تجد في أي مصرف أو شركة لوحة ترحب بصغار العملاء لتقدم لهم الخدمات في مكان مريح فيه أثاث فاخر وخدمات مميزة.. لكن كبار العملاء أو الـ (VIP) لهم كل ذلك.
ومن هذا المنطلق فإن مهمة من يعملون على دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يواجهون مصاعب كبيرة.. وخاصة في مجال التمويل حيث تهتم المصارف بكبار العملاء من أفراد وشركات ولا أحد يعترض على ذلك لأنه أمر منطقي لكن الأمر يتطلب وقفه مع صغار العملاء مثل ما كان يفعل برنامج كفالة حينما جمع المصارف في منظومة واحدة مهمتها دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بضمان يمكنها من الحصول على التمويل.. واليوم سأطرح فكرة أعم وأشمل وهي تأسيس مصارف صغيرة لا يتعدى رأس المال لأي منها 500 مليون ريال.. ويكون تركيزها على خدمة صغار العملاء من أفراد ومؤسسات بحيث تقدم هذه الخدمات لهم بشكل أسرع من المصارف الكبيرة القائمة حاليا.. كما تركز هذه المصارف على المحافظات والمدن الصغيرة التي لا تخدم حاليا بشكل جيد من المصارف الكبيرة حيث تركز خدماتها على المدن الكبرى ويشتكي سكان المحافظات المتوسطة والصغيرة من عدم وجود فروع كافية ولا حتى أجهزة الصرف الآلي.. ويقول مواطن من جنوب بلادنا في حديث تلفزيوني إنه يضطر إلى قطع مسافة تزيد على 40 كيلو مترا من قريته ليصل إلى الصراف الآلي.. وكما هو معلوم ففي دول العالم وخاصة بريطانيا تقوم مصارف صغيرة بخدمة المدن والضواحي وترتبط تلك المصارف بعلاقات شخصية مع سكان تلك الأماكن.. ومن حسن الحظ أن يأتي طرح هذه الفكرة مع أنباء تؤكد أن مؤسسة النقد العربي السعودي ترحب بتقديم طلبات لتأسيس مصارف جديدة حيث ليس من المنطقي أن تقوم المصارف بعددها الحالي بخدمة نحو 30 مليون نسمة في بلاد تعج بالنشاط الاقتصادي وفيها قوة شرائية عالية ووفرة مالية مميزة، وترتبط مع دول العالم بعلاقات تصدير واستيراد حيث تشكل سوقا مفتوحة الأنشطة: التجاري والصناعي والاستثماري على مستوى العالم.
وأخيرا: المصارف الحالية أدت خلال السنوات الماضية خدمات كبيرة لمختلف القطاعات وأسهمت في النهضة التي تعيشها بلادنا ولا أحد ينكر ذلك.. لكن "الرؤية" الجديدة تتطلب نشاطا اقتصاديا أوسع وأسرع لا سيما ما يتعلق بدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ولذا فإن فتح الباب لمزيد من المستثمرين السعوديين في مجال المصارف سيعمل على إيجاد تنافس مفيد بين المصارف القائمة التي سيتم إنشاؤها ما ينعكس على تحسن الخدمات لجميع عملاء هذه المصارف وبالذات صغار العملاء في المناطق النائية الذين يستحقون الرعاية، كما أن القطاع السياحي، وهو قطاع مهم، يحتاج إلى دعم هذه المصارف للتوسع في قطاعات الإيواء والمطاعم والمرافق السياحية والمنتجعات في مناطق بلادنا السياحية التي يشكو روادها حاليا ضعف الخدمات الناتج عن انعدام التمويل كما يقول أصحاب تلك المرافق من الشباب السعودي، ولأن الاستثمارات السياحية في المناطق النائية صغيرة فإنها تحتاج إلى مصارف تقع إدارتها ومسؤوليها بالقرب من مواقعها بحيث تواكب نموها وترشد أصحابها أولا بأول.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي