رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


«ساهر».. لا يكفي الحاجة

منذ أن تم إطلاق النظام المروري "ساهر" قبل سبعة أعوام، وتحديدا في عام 2010، والبعض ما زال على عداء معه، فمنهم من ينتقده صباح مساء دون ملل، ويصفه بأبشع الأوصاف، ويبكي من قيمة الغرامات التي تقيد ضده بسبب مخالفاته المرورية، وآخرون من الشباب صغار السن تجاوزوا الأمر إلى العبث بالكاميرات التي ترصد المخالفات من خلال إتلافها بالتكسير تارة وبالحرق تارات، ولم يستطع هؤلاء التعايش مع النظام طوال تلك السنوات الماضية.
لو نظرنا بحياد للنظام لوجدنا أنه مجرد "ردة فعل" لمخالفة مرورية سواء قطع إشارة أو تجاوز سرعة، أو عكس سير وخلافه من المخالفات، والغريب أن هؤلاء المتذمرين من النظام يجلدون "ردة الفعل" ولا يجلدون الفعل، علينا أن نوقف الفعل أولا؛ ألا وهو المخالفة المرورية التي ينتج عنها في كل عام آلاف من الضحايا ما بين قتلى ومصابين، وبالتالي لن نحتاج إلى إيقاف "ساهر" وغراماته المالية لأنها ستتوقف من نفسها.
لا أحد ينكر أن النظام حقق نسبا عالية من الأهداف التي أقر من أجلها، فقد أسهم في تخفيف معدل الحوادث في المملكة، وخفض من معدل الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية، وهو أمر يجعل العاقل منا ينظر إليه نظرة إيجابية، ويثني عليه ويمتدحه ويشد من أزره، بل يطالب بعقوبات مغلظة تجاه المستهترين بالأنظمة المرورية وبأرواح الناس وممتلكاتهم، فمن يقطع الإشارة ويعكس السير ويتجاوز السرعة المحددة على الطرق ليس بسائق بل "انتحاري" يقتل نفسه ويتسبب في قتل الآخرين.
نعاني في السعودية عدم احترام أنظمة المرور عند القيادة، فآخر استفتاء قامت به إدارة مرور الرياض على موقعها الإلكتروني، أشار إلى أن 63 في المائة من السائقين لا يحترمون أنظمة وقواعد المرور وهو معدل كبير جدا، ولم تتمكن كل العقوبات والغرامات من خفضه، ما يدفعنا إلى القول بالفم الملآن إن نظام "ساهر" وغراماته المالية لا يكفي الحاجة، وعلينا المطالبة بتغليظ العقوبات وسن قوانين أكثر حزما، فحياتنا وحياة أبنائنا ليست لعبا يلهو بها المتهورون والمخالفون.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي