حكاية مخطوطات البحر الميت
اكتشفت أولى هذه المخطوطات بالصدفة عام 1947, من قبل بدوي كان يبحث عن شاته الضالة, فوجد نفسه داخل كهف يضم عدة جرار, فيها 11 مخطوطة, مصنوعة من الجلد الرقيق, ومغلفة بنسيج كتاني، ويقع الكهف في منطقة قمران في الأردن, على بعد ميل واحد إلى الغرب من الطرف الشمالي الغربي للبحر الميت, وثمانية أميال إلى الجنوب من بلدة أريحا. وبعد أن قام البدوي ببيع المخطوطات لقاء بضع جنيهات, تناقلتها الأيدي إلى أن استقرت في متحف روكفلر التابع للأردن آنذاك, وبقيت هناك حتى عام 1967, عندما قامت إسرائيل باحتلال القدس والضفة الغربية, وقامت بنقل المخطوطات إلى متحف الكتاب الإسرائيلي في القدس الغربية.
وبدءا من عام 1949 بدأت البعثات الأثرية بالتوافد إلى المنطقة والتنقيب في الموقع، حيث اكتشف 11 كهفا آخر في المنطقة نفسها,عام 1957, تضم ما يزيد على 400 مخطوطة إضافة إلى عشرة آلاف قصاصة من النصوص الدينية القديمة التي يعود أقدمها إلى القرن الأول قبل الميلاد, وقد تم تدوين هذه المخطوطات من قبل جماعة دينية توحيدية هي طائفة الأسينيين, الذين عرفهم العرب باسم المغتسلة نظرا لكثرة الوضوء والاغتسال في طقوسهم الدينية, ويعتقد بعض الباحثين أنهم كانوا على الديانة الإبراهيمية, نسبة للنبي إبراهيم عليه السلام, رغم محاولة الإسرائيليين بتنسيب هذه الطائفة إلى اليهودية التلمودية.
ومن هذه المخطوطات مخطوطة كاملة باسم "سفر أشعبا", و"سفر لامك", و"كتاب النظام" الذي يشتمل على القواعد التي تنتظم حياة الجماعة في قمران.
ومن المعروف عن هذه الجماعة بحسب كتبها أن أعضاءها لا يقربون الخمر ويكثرون من الوضوء والصلاة وأنهم ينبذون المال والتعامل بالنقود ويعيشون ضمن مجتمع صغير بعيدا عن التنسك، حيث يتزوجون وينجبون ويقضون نهارهم في العمل في الحقول مؤمنين بذلك اكتفاء اقتصاديا ذاتيا لمجتمع ذي رفعة أخلاقية بعيدة كل البعد عن أن تنسب إلى الديانة اليهودية المعاصرة.