الخليج .. فضاء سلام
سعى الرواد المؤسسون لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، إلى أن تكون المنطقة فضاء سلام. عندما انطلق المجلس في 1981 كانت إيران في أوج مساعيها لفكرة تصدير الثورة. وكانت تخوض حربها الأولى ضد العراق. بدأت تلك الحرب في 1980 لتنتهي في 1988. سعت دول الخليج العربي وقتها للتصدي للتهديد الذي يستهدف وجودها وهويتها. وعانت الدول الخليجية الإرهاب الإيراني.
لم تكد هذه الحرب الطويلة تنتهي، حتى جاء احتلال الكويت في 1990، وما تلا ذلك من تداعيات أدت إلى تحرير الكويت ثم سقوط نظام صدام حسين، وسيطرة إيران على العراق.
واجهت دول مجلس التعاون الست تحديات صعبة أخرى، بعضها كان يستهدف كيان المجلس واستمراريته.
قطر - مثلا - منذ تسعينيات القرن الماضي كانت أحيانا ترهق المجلس ببعض طروحاتها. ومع ذلك كانت المسيرة تتواصل، والمنجزات تستمر.
لكن عام 1996 شهد التغيير الأكبر بوصول الشيخ حمد الأب للحكم بعد عزله لوالده، وفي العام نفسه انطلقت قناة الجزيرة، وبدأت قطر تأخذ اتجاهات مناوئة لشقيقاتها الدول الخليجية.
كانت حكمة قادة المجلس تسعى دوما لردم الفجوات الناتجة عن تجاوزات قطر. في 2014 فاض الكيل بعدد من دول الخليج فجاء سحب السفراء الذي تلته وساطة كويتية أفضت إلى توقيع اتفاق تتعهد فيه قطر بالالتزام بحقوق الجيرة. لم تلتزم قطر بالاتفاقية، ثم جاءت الأزمة الأخيرة التي لن تنتهي دون التزام قطر بالاستحقاقات المطلوبة. لكن قطر تصر على أنها لا تعرف مطالب دول الخليج العربية ومصر منها. هذه سذاجة تسهم في إطالة عمر الأزمة. وما زال الحلم قائما: فضاء خليجي وعربي ينعم بالسلام. هذا مطلب يستحق المواجهة والتصعيد مع قطر.