رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


أكاديمية التغيير .. والدور المشبوه

في منتصف شهر نيسان (أبريل) 2012 كنت عائدا من إسطنبول إلى البحرين وقد اعتدت أن أقضي الساعات الطويلة في الرحلات الجوية في قراءة ما يتوافر من الكتب قبل مغادرة المطار، اقتنيت من أحد باعة الكتب كتابين كان الأول عن بعض الملامح التاريخية لحكم الرئيس جمال عبد الناصر والثاني كان بعنوان "حرب اللا عنف" وقد أمضيت الساعات الأربع التي قطعتها الطائرة بين إسطنبول والمنامة في قراءة معظم عناوين الكتاب الذي جاء في 189 صفحة تدور بشكل رئيس حول الثورات ومواجهة السلطات!
ورغم وجود ثلاثة مؤلفين عرب للكتاب "حمد عبد الحكيم والدكتور هشام مرسي، ووائل عادل" إلا أن الشكوك كانت لدي كبيرة في ترجمة الكتاب من مراجع أجنبية معتبرة حيث اعتاد بعض المترجمين العرب مع الأسف على سرقة كثير من المراجع العلمية ونسبها إلى أنفسهم، وهذا ما تأكد لي قبل كتابة هذا المقال فالكتاب مترجم عن "المركز الدولي للدراسات الدولية" في "جامعة هارفارد" ومعهد "ألبرت أينشتاين"، المتخصص في دراسات العمل السلمي.
انتهت قصتي مع الكتاب ووضعته في مكتبتي ونسيته لكن الإعلامي البارع محمد العرب أعاد الكتاب لذاكرتي حينما أنجز عملا مهنيا متميزا يوثق الدور المشبوه لما يسمى "أكاديمية التغيير" المدعومة من قطر بفرعيها في الدوحة والنمسا التي أغرقت فضاء الإنترنت خلال السنوات السابقة بآلاف الإعلانات لجذب الشباب العرب في دورات مدفوعة التكاليف، واستطاعت استقطاب مئات المتدربين من الشباب العرب من دول محددة بهدف تدريبهم على التغيير في مجتماعاتهم، والمقصود بالتغيير هو إشعال الثورات، ومواجهة السلطات وقتل رجال الأمن، كما ينص على ذلك كتاب "حرب اللا عنف" فهو المادة الرئيسة للتدريب في ورش العمل والساعات التدريبية التي يتلقاها المتدربون في أكاديمية التغيير، التي تقوم بتدريب الشباب في الدّوحة وفيينا حول تفجير الثورات، والعصيان المدني، وكيفية التعامل مع القوى التقليدية، وتكتيكات التفاوض، وأسلوب رفع سقف المطالب، وإبراز بعض المعاني الرمزية مثل حمل المصاحف، وإضاءة الشموع، ودق الطبول، وحمل الأعلام الوطنية، وتصوير رجال الأمن، وغيرها من المفاهيم التي مهدت لما يعرف بثورات الربيع العربي وقد وثق الإعلامي محمد العرب بالصوت والصورة في الفيلم الذي بثته قناة العربية تجربة الكاتب البحريني يوسف البنخليل، والناشط على مواقع التواصل الاجتماعي عبدالعزيز مطر اللذين تدربا في فيينا على إيجاد الفوضى السياسية، وحرب اللا عنف عبر الأدوات الاحتجاجية لتغيير نظام الحكم في البحرين. وبحسب شهادة البنخليل ومطر فإن مدربي الأكاديمية كانوا يحاولون إقناعهم بقدرتهم على إحداث تغيير في الشارع البحريني، والمساعدة على القضاء على دور الدولة في مملكة البحرين، واستهداف سفارات الدول الداعمة للاستقرار في البحرين والسعودية والإمارات.
وقد وثق الفيلم بثا حيا لبعض الدورات وما تتضمنه بالفعل من منهج تحريضي لمدربين عرب يحمل بعضهم جنسيات أوروبية وبعضهم جوازات قطرية لكنهم اتفقوا جميعا على دور قطر في دعم هذه البرامج وتبنيها بحماس بالغ.
ومثلما وثق المتدربان البحرينيان تجربتهما أتمنى أن يوثق الآخرون ممن التحقوا بهذه الأكاديمية المشبوهة شهادتهم ليعرف العالم أن النظام السياسي القطري وظف كل ما يملك لإلحاق الضرر بجيرانه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي