البنوك السويدية تحاول جذب المسلمين.. وتمتنع عن تطوير المنتجات الإسلامية

البنوك السويدية تحاول جذب المسلمين.. وتمتنع عن تطوير المنتجات الإسلامية

تحاول البنوك الإسلامية الأجنبية العاملة في السويد جذب المسلمين السويديين كعملاء لها، في الوقت الذي لا تبدي فيه تلك البنوك اهتماماً بتطوير خدمات بنكية مقبولة لدى المسلمين.
وعبر محمود الدبعي الناطق باسم الرابطة الإسلامية في السويد التي تضم 70 ألف عضو عن استغرابه من فهم سبب عدم اهتمام البنوك السويدية بتطوير خدماتها، مؤكداً أن الرابطة أجرت اتصالات مع بنك إيكانو، وبنك نوردا، وسويدبانك لمناقشة الحلول الممكنة لتطوير تلك الخدمات إلا أن البنوك لم تلق اهتماما بذلك.
وأوضح الدبعي أن عين البنوك الأجنبية حالياً يتركز على السوق السويدية، لافتاً إلى أن الرابطة الإسلامية في السويد استقبلت وفوداً زائرة من بنك بريطانيا الإسلامي ومن بنوك نرويجية تدرس إمكانية تقديم بدائل خالية من الفائدة الربوية.
وأضاف قائلاً:" إنهم يرون الإمكانيات التي تنطوي عليها السوق في هذا البلد".
يذكر أن بعض المسلمين في السويد يتعاملون مع بنك JAK التعاوني الذي لا يتعامل بالفائدة، في الوقت الذي يعتقد فيه محمود الدبعي أن هذا لا يمكن أن يحل محل الخدمات التي تتفق مع أحكام الشريعة بالكامل، مؤكداً أن متطلبات البنك تجعل من الممكن فقط استثناء بعض القروض الصغيرة.
وأفاد الدبعي خلال حديثه بأنه على قناعة بأن هناك مصلحة تجارية كبيرة للبنوك الكبرى إذا ما تحولت لاستهداف المسلمين السويديين، الذين يقدر عددهم بنحو 400 ألف شخص ولديهم خلفية إسلامية بشكل أو بآخر، مشيراً إلى أنه من غير المعروف عدد الذين يرغبون منهم في الحصول على خدمات مصرفية تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية.
وأجرت بعض البنوك ومؤسسات الإقراض السويدية حساباتها، وخلصت إلى أن الصيرفة الإسلامية غير مربحة بما فيه الكفاية.
على الصعيد نفسه، قالت لينا هيدلوند مديرة قسم الاتصالات في بنك SBAB، أن البنك يدرس موضوع الصيرفة الإسلامية منذ أكثر من عام، لكنه قرر إعطاء الأولوية إلى منتجات الادخار الجديدة الموجهة إلى جميع الأفراد وليس إلى فئة معينة.
وهنا أشارت أنا همر شولد السكرتيرة الصحفية لسويد بانك، أنه تمت مناقشة خدمات الصيرفة الإسلامية إلا أنه لا يوجد إلا فرع واحد في مدينة روزنيجارد في ولاية مالمو يقدم حسابات توفير دون فائدة على حد قولها.
وعلى صعيد التأمين، فقد تزايد الاهتمام بالمستهلك المسلم، حيث عملت شركة فولكسام مع الرابطة الإسلامية السويدية منذ خمسة أعوام في هذا الاتجاه. وتمت إجازة النشاط التأميني والتأمين الجنائزي الذي تمارسه الشركة من قبل المجلس الأوروبي للفتاوى والأبحاث.
لكن ستيغ كاريلز من شركة فولكسام أكدت أن المسلمين في أوروبا يجدون أنهم بحاجة إلى التأمين الذي يتفق مع مبادئ دينهم، مبينة أن شركتها لم تتلق تأكيدات حول هذا الموضوع فحسب، بل سوقت نفسها تجاه هذه المجموعات، من خلال إرسال معلومات عن خدماتها إلى أئمة المساجد الذين وعدوها بالتنويه بها في خطب صلاة الجمعة في المساجد.
ومن الحجج التسويقية المهمة التي تعمل لصالح شركة فولكسام أنها تعاونية تعود فيها الأرباح إلى أعضائها، وهذه ناحية مهمة لكي لا تعد الشركة أنها تعمل بما لا يتفق مع مبادئ الدين الإسلامي.
ولا تستطيع جميع شركات التأمين أن تنافس بناء على تلك الشروط نفسها لاستقطاب المستهلكين المسلمين، ولكن ستيغ كاريلز تعجبت من قلة الاهتمام الذي تبديه الشركات بهذه الشريحة الاستهلاكية، معبرة عن اندهاشها من أنهم لم يواجهوا أية منافسة من الشركات الأخرى.

الأكثر قراءة