الشيخ الشنقيطي يحث على الدعاء وتلمس الأسباب فالسماء لا تمطر ذهبا
أكد الشيخ الدكتور محمد المختار الشنقيطي المدرس في المسجد النبوي أنه ليس عارا أن يكون الإنسان حدادًا أو نجارًا، ولكن العار كل العار في معصية الله جل وعلا والخمول والكسل والبطالة حين يعيش الإنسان على فتات غيره، حين يعيش الرجل على فتات غيره مع أنه صحيح البدن قوي في جسده، فهذا من محق البركة في الأجساد، فخذوا رحمكم الله بأسباب البركة بالعمل المباح والكسب المباح، فلن يضيق الرزق بإذن الله على من اكتسب, قال: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا"1[7] فأخبر أنها تغدو وأخبر أنها تذهب، فمن ذهب للرزق يسر الله أمره، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون" [الحشر:18].
وأشار إلى أهمية طلب أسباب الرزق وأن ينهل من العمل يقول الله تعالى: "فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور" [الملك: 15]. فقد بسط الله الأرض وأخرج منها الخيرات والبركات، وجعل الخير في العمل، والشر في البطالة والكسل، الإسلام دين الجهاد والعمل قال: "يرشدنا إلى فضل الأعمال وما فيها من الخير في الأرزاق "وجعل رزقي تحت ظل رمحي" 2[6].
فليست الأرزاق أن يجلس الإنسان في مسجده، فلا رهبانية في الإسلام فإن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، خذوا بالأسباب واطلبوا الرزق الحلال من أبوابه يفتح الله لكم من رحمته، وينشر لكم من بركاته وخيراته، الرجل المبارك يسعى على نفسه وأهله وولده، فيكتب الله له أجر السعي والعمل، ليس العمل بعار، فقد عمل أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، كان نبي الله داود يعمل صنعة لبوس فكان يعمل في الحدادة فكانت منة من الله على عباده.