رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


ضجيج مائدة الإفطار

مائدة الإفطار في شهر رمضان ربما تكون المائدة الوحيدة الصامدة أمام التغيرات الاجتماعية التي تشهدها مجتمعاتنا، إذ يتأكد فيها التفاف جميع أفراد الأسرة. هذا الأمر يشمل أصدقاء وأقارب تمنحك مائدة الإفطار فرصة اللقاء بهم بعد طول غياب.
في أوقات أخرى المسألة ـــ داخل الأسرة الواحدة ــــ خاضعة لمتغيرات ناتجة عن الارتباطات المختلفة. وقد تحكمها رغبات أفراد الأسرة، خاصة من الجيل الجديد، إذ تزهد شريحة منهم في تناول طعام المنزل، ويبحثون عن الوجبات السريعة وسواها من الخيارات غير الصحية التي توفرها المطاعم.
ورغم الحديث المستمر عن تفضيل تناول الطعام المعد في المنزل، لكن تأثير الإعلانات والتجاوب الجمعي مع ما يتم الترويج له عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي يجعل من الصعب إيقاف ظاهرة الإقبال على الأطعمة غير الصحية.
الظاهرة الملموسة حاليا، التي يؤكد البعض تزايدها، انحسار اللقاءات والحوارات داخل الأسرة الواحدة، إذ إن كل فرد ينشغل في هاتفه، ويتواصل من خلاله مع أناس من مختلف أرجاء العالم ويتحاور معهم. ولكنه ـ وهنا المفارقة ـ قد لا يجد الفرصة لإقامة جسر من الحوار مع الناس القريبين منه والجالسين معه في المكان نفسه.
يضفي رمضان المبارك كثيرا من الحميمية على أجواء الأسرة، خاصة خلال مائدة الإفطار، التي يتعزز من خلالها الاجتماع في وقت واحد. ذلك أنه من النادر أن يفوت أحد من أفراد الأسرة هذا الموعد الذي لا يمكن تقديمه ولا تأخيره.
إن اقتناص الآباء والأمهات مثل هذه الفرص السانحة من أجل إثراء التواصل بين أفراد الأسرة مسألة ذات أثر إيجابي محسوس. إذ إنه وسط ضجيج الأصوات المبتهجة بإتمام الصيام تحلو الأحاديث وتتعزز قيم التقارب والاندماج.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي