إثارة الذعر طريقة غير مناسبة لحل مشكلات البيئة العالمية

إثارة الذعر طريقة غير مناسبة لحل مشكلات البيئة العالمية

يحاول الكتاب تفنيد الآراء القائلة بخطورة ارتفاع درجات الحرارة وتعريضها للعديد من أنواع الكائنات الحية للانقراض. يضرب الكتاب مثلا بالدببة القطبية التي يرى أن الطريقة المثلى لحمايتها من الانقراض تكون بمنع صيدها وليس بمعالجة مشكلة ذوبان الجليد القطبي.

يدلي الكتاب بإسهامات مهمة في الجدال الدائر حول ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ويقدم وجهة نظر جديدة تقوم على مراعاة احتياجات البشر، إضافة إلى تناول المخاوف المتعلقة بالبيئة ودرجات الإضرار بها نتيجة للممارسات الصناعية والاقتصادية.
يؤكد لومبورج أن العديد من الإجراءات الشاملة والمكلفة التي يتم وضعها في الاعتبار حاليا على نطاق واسع لوقف ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الجو في العالم، التي تكلف مليارات الدولارات، تقوم على افتراضات عاطفية وليست علمية. كما أن تأثيرها سيكون ضئيلا في معدلات الارتفاع في درجات حرارة العالم للقرون المقبلة.
بدلا من البدء في تنفيذ هذه الإجراءات المعقدة، يقترح الكتاب التركيز أولا على الأمور الأكثر إلحاحا، مثل مكافحة الملاريا والإيدز وغيرها من الأمراض الخطيرة، وتأمين مصادر المياه العذبة. يمكن معالجة مثل هذه المشكلات وإنقاذ حياة الملايين من الناس بتكلفة أقل بكثير من الأموال التي - كما يراها المؤلف - تهدر على معالجة مشكلة ارتفاع درجات الحرارة في العالم.
يقدم الكتاب للقراء وجهة نظر جديدة وأسلوبا مختلفا عن السائد في تناول مشكلة ارتفاع درجات الحرارة. يقوم هذا التفكير على أن إثارة الذعر ليست هي الطريقة المناسبة لحل المشكلات البيئية العالمية فقط، وإنما هي لا تناسب أيضا التعامل مع المشكلات الإنسانية بصفة عامة.
رغم العرض الشيق الذي يقدمه الكتاب للمشكلة وتوابعها والحلول البديلة، إلا أنه يتجاهل العديد من الدراسات المناخية والبيئية، ويفترض أن التغير المناخي سيستمر بمعدلات ثابتة، وهو الأمر الذي تنفيه مثل هذه الدراسات.
ومن هذا المنطلق يقترح مؤلف الكتاب مجموعة من الحلول التي يراها عملية ليست بالهستيرية ولا بالمكلفة، مثل فرض ضرائب على الأنشطة الصناعية على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، على أن تكون في حدود دولارين لكل طن من هذا الغاز. من هذه الحلول أيضا أن تخصص كل الدول 0.05 في المائة من إجمالي نتاجها القومي على عمليات البحث والتطوير الخاصة بتكنولوجيا الطاقة النظيفة التي لا تنتج عنها انبعاثات كربونية.
إلا أن المؤلف كثيرا ما يعمد إلى التبسيط المبالغ فيه في عرض الحقائق العملية، ما يؤدي إلى إطلاق تعميمات مضللة وأحكام مشكوك في صحتها، مثل ادعائه أن تقليل معدلات الوفاة الناجمة عن انخفاض درجة الحرارة يفوق أهمية المعدلات المتزايدة في حالات الوفاة الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ما يعني - من وجهة نظر المؤلف - أن هذه الارتفاع الحراري يحمل الكثير من المنافع للبشرية جمعاء.
يحاول الكتاب تفنيد الآراء القائلة بخطورة ارتفاع درجات الحرارة وتعريضها للعديد من أنواع الكائنات الحية للانقراض. يضرب الكتاب مثلا بالدببة القطبية التي يرى أن الطريقة المثلى لحمايتها من الانقراض تكون بمنع صيدها وليس بمعالجة مشكلة ذوبان الجليد القطبي. ويرى أنه مقابل كل دب تنقذه اتفاقية كيوتو الخاصة بالحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية يمكن إنقاذ 800 دب بفرض إجراءات صارمة لحظر الصيد.

الأكثر قراءة