كيف تستخدم فنون الإقناع الاستراتيجي في تحسين بيئة العمل؟
يحتوي الكتاب على اختيارات للتقييم الذاتي لتحديد أي أدوار وسبل الإقناع التي تلائم كل نوع من أنواع الشخصيات، ويوضح طرق استغلال نقاط القوى الطبيعية المختلفة لكل منا في عملية الإقناع للحصول على أفضل النتائج.
يتحدد مستقبل الكثير من المشاريع والبرامج وحتى الاستمرار في وظيفة ما على الفرق بين كلمتي "نعم" و"لا" التي يتلقاها المرء ممن يتواصل معهم في مواقف التواصل المختلفة. إلا أن أفكار البيع، خاصة النوع المتميز منها الذي يؤمن استمرار العمل في الشركة، تعد واحدة من المهارات التي يحيط بها الغموض.
تتألف مهارة الإقناع في جزء منها من ذكاء انفعالي وبعض السياسة وشيء من البلاغة، إضافة إلى بعض القدرات والمهارات النفسية. إلا أن بيع الأفكار لا يعني خداع الآخرين وسلبهم أموالهم. ولكن التوظيف الصحيح لهذه المهارة يكون بمساعدة الآخرين على رؤية الأمور بالعين نفسها التي تنظر بها أنت إليها، وبمعنى آخر يكون بإقناع عقولهم وإطلاق خيالهم.
يضرب الكتاب أمثلة عديدة من المشاهير الذين استخدموا الإقناع الاستراتيجي لجذب الناس إليهم وإقناعهم بأفكار جديدة. من الأمثلة التي يسوقها الكتاب ما فعله نيلسون مانديلا عندما تمكن من حشد قوى أبناء بلده وتوحيدهم للقيام بالثورة. وفي جميع الحالات غالبا ما يكون الإقناع الاستراتيجي فن في ثلثيه والثلث الآخر يخضع للقياس العلمي.
يحتوي الكتاب على اختيارات للتقييم الذاتي لتحديد أي أدوار وسبل الإقناع التي تلائم كل نوع من أنواع الشخصيات، ويوضح طرق استغلال نقاط القوى الطبيعية المختلفة لكل منا في عملية الإقناع للحصول على أفضل النتائج.
في جميع الحالات يمكن لأي من الناس الاستفادة من استراتيجيات الإقناع الواردة في الكتاب، سواء كان المرء بطبيعته منغلقا أو منفتحا في علاقاته مع الآخرين، أو كان يميل إلى المنافسة فيتميز في الأنشطة الفردية أو متعاونا فيكون قادرا على المشاركة الفعالة في فرق العمل، أو أن يكون مفكرا يبرع في التحليل ووضع الخطط أو عمليا فيتميز في التنفيذ.
يقدم مؤلفا الكتاب عددا من القصص الحقيقية من واقع الخبرات في تقديم النصيحة والمشورة والدعم للآلاف من القادة، وكذلك قصصا واقعية حدثت لعديد من الناس من المشاهير وغيرهم توضح سبل الإقناع التي استخدموها في مواقف حياتية مختلفة.
يهدف الكتاب إلى مساعدة القراء على بيع أفكارهم وإقناع الآخرين بها عن طريق الإقناع الاستراتيجي المعتمد على العلاقات والارتباطات في أذهان الآخرين. وبالطبع تعد مهارة الإقناع واحدة من أهم المهارات التي على المدير إجادتها، فغالبا ما تؤتي أفضل النتائج في العمل، إذ تساعد على تحسين بيئة العمل وتوطيد العلاقات بين العاملين. وعلى الرغم من أن مفهوم الإقناع الاستراتيجي يبدو بسيطا إلى أن إجادته في جزء منه تعد فنا خاصا.
يكمن التحدي في إجادة هذه المهارة في تحقيق التوازن بين ما يعرّفه الكتاب على أنه "التوجه نحو الذات"، وهو المنظور الذي يركز على مصداقية المتحدث، ووجهة نظره وبين "التوجه نحو الآخرين" والذي يركز على احتياجات المتلقين وأفكارهم ومشاعرهم.