شركات عالمية تستعد لغزو سوق التأمين السعودية
أكد لـ "الاقتصادية" مراقبون لسوق التأمين السعودية أن هناك عددا من شركات التأمين العالمية بدأت تسلط أنظارها باتجاه سوق التأمين السعودية، تمهيداً للدخول فيها بهدف ممارسة مختلف أوجه نشاط التأمين والاستفادة من فرص الاستثمار التي أصبحت مهيأة أكثر من أي وقت مضى في هذا القطاع الواعد.
وأفاد المراقبون أنفسهم أن عددا من شركات التأمين العالمية بدأت بالفعل في عمل دراسات استشرافية لسوق التأمين السعودية خاصة كبريات شركات التأمين الأوروبية.
وبحسب المراقبين فإن التطورات التي حصلت أخيرا في السوق هي ما شجع الشركات على التفكير قدما في وضع موطئ قدما لها في السعودية، إذ يمكن القول إجمالاً إن قطاع التأمين المحلي يشهد حركة دءوبة وتطورا لافتا للأنظار ولاسيما في مجال التأمين الصحي والتأمين المرتبط بالنشاطات الاقتصادية المختلفة وعلى رأسها الصناعات النفطية. كما أن انتعاش سوق تأمين السيارات بعد التحول من التأمين على رخصة القيادة إلى التأمين على المركبة شجع كثيرا من الشركات على التفكير بشكل جدي في الدخول للاستثمار في هذا النوع من التأمين تحديدا.
ووفقا لمصادر عاملة في سوق التأمين السعودية فإن هناك شركات تأمين بريطانية تدرس إمكانية الدخول إلى السوق السعودية عن طريق تقديم منتجات تأمينية ذات طابع إسلامي تتناسب مع تطلعات ومتطلبات المستهلك السعودي للتأمين. وتأتي هذه الخطوة بعد نجاح تجربة المصارف البريطانية في تقديم خدمات مصرفية ذات طابع إسلامي والتي لاقت نجاحاً كبيراً في السوق المصرفية الإسلامية والعالمية.
وفي حال نجاح الشركات البريطانية في مجال التأمين فإنها ستكسب حصة كبيرة من سوق التأمين ولاسيما فيما يتعلق بالتأمين التكافلي خصوصاً إذا ما علمنا أن النشاط المصرفي يرتبط بشكل كبير مع النشاط التأميني وهذا بدوره سيمثل وجود منظومة منسجمة بين النشاط المصرفي الإسلامي وكذلك التأمين التكافلي.
وتدرس هذه الشركات العالمية فرص الاستثمار في سوق التأمين السعودية عن طريق مجالين، وهما: الاستثمار في مجال التأمين بشكل مباشر عن طريق فتح فروع لها في المملكة أو الدخول في شراكات مع مستثمرين سعوديين والتسجيل لدى الهيئة العامة للاستثمار كشريك أجنبي. أما المجال الآخر فهو مجال إعادة التأمين.
ويؤكد هذا التوجه أن بعض هذه الشركات التي تعمل في مجال إعادة التأمين قد بعثت بممثلين لها إلى المملكة وخاصة شركات إعادة التأمين البريطانية، الألمانية، الإسبانية، والسويسرية، حيث تعد الشركات المنتمية إلى هذه الأسواق شركات متميزة ورائدة في عمليات إعادة التأمين على مستوى العالم.
وقد قامت بعض شركات التأمين السعودية بالفعل بإبرام اتفاقيات إعادة معها خاصة في مجال التأمين الطبي الناهض في المملكة، وكذلك التأمين على المركبات التي بدأت سوقها تزدهر في المملكة بشكل لافت للأنظار.
وحرصت هذه الشركات العالمية سواء الشركات العاملة في مجال التأمين أو إعادة التأمين على حضور المناسبات والتجمعات العلمية والعملية للخبراء المتخصصين والعاملين في قطاع التأمين ومنها ورش العمل والمؤتمرات المتخصصة والتي أقيمت أخيرا في المملكة أو في الدول المجاورة.
يذكر أن مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) هي التي تشرف حاليا على سوق التأمين السعودية وهي الجهة المنوط بها الرقابة على سوق التأمين السعودية. وقد أشرفت لحد الآن على عمليات الترخيص لنحو 16 شركة تأمين، حيث بدأت هذه الشركات المرخص لها بممارسة نشاط التأمين بل إن كثيراً منها كان يمارس نشاط التأمين خلال فترة الإمهال التي شارفت على الانتهاء وقد طرحت هذه الشركات أسهمها للاكتتاب العام في أوقات سابقة وتم تداول هذه الأسهم في السوق المالية السعودية بعد إدراجها بشكل متتال خلال الشهور القليلة الماضية.
ويتوقع خبراء اقتصاديون أن يتجاوز حجم سوق التأمين في السعودية خلال السنوات الثلاث المقبلة الـ 15 مليار ريال (4 مليارات دولار)، و30 مليار ريال (8 مليارات دولار) في غضون العشرة أعوام المقبلة. ويشهد قطاع التأمين الصحي وتأمين السيارات حصة الأسد في التطور في السوق السعودية، حيث يمثلان حاليا ما نسبته 70 في المائة من إجمالي نشاط السوق السعودية للتأمين.