محللون: مزاد شهادات الإيداع خطوة تمهيدية لفك ارتباط الدرهم بالدولار
عدَّ محللون ماليون لجوء مصرف الإمارات المركزي لإنشاء نظام مزاد لشهادات الإيداع بدلا من تحديد سعر الفائدة، خطوة تمهيدية للإقدام على فك ارتباط الدرهم بالدولار.
وتتوقع مصادر إعلان "المركزي الإماراتي" غدا الأحد أو خلال عطلة العيد الوطني التي تنتهي الإثنين، رفع قيمة الدرهم بنسبة تراوح بين 2 و5 في المائة، وإن استبعد مسؤول في "المركزي" ذلك، في الوقت الذي تتحدث فيه مصادر أخرى عن قرار خليجي قد يضم إلى جانب الإمارات كلاً من السعودية وقطر اللتين ترتبط عملتاهما أيضا بالدولار في أعقاب قمة الدوحة التي ستعقد الإثنين المقبل.
وقال الدكتور همام الشماع المستشار الاقتصادي في شركة الفجر للأوراق المالية أن قرار البنك المركزي ترك للسوق وللعرض والطلب أن تحدد سعر الفائدة الأساس (سعر شهادات الإيداع)، وبذلك يقضي على أي مضاربة ممكنة، خصوصا عندما يرتفع سعر صرف الدرهم رسميا بعد فك الارتباط أو بعد رفع قيمة الدرهم تجاه الدولار في حالة الإبقاء على الربط.
وانخفض أول مزاد على شهادات الإيداع التي طرحها "المركزي الإماراتي" لمدة أسبوع إلى 4.2 في المائة مقارنة بـ 4.4 في المائة ولعام إلى 4.05 في المائة من 4.15 في المائة، بحسبما قاله مسؤول في بنك الإمارات دبي الوطني.
وأوضح أن القرار أسهم في إيجاد أجواء مناسبة في البيئة الاستثمارية، وفهمت هذه الخطوة في إطارها الصحيح من قبل المحافظ الاستثمارية والمستثمرين الأجانب الذين رفعوا من صافي مشترياتهم من الأسهم الإماراتية جلسة الخميس الماضي، إلى نسبة 13.28 في المائة من إجمالي التداول في سوقي دبي وأبوظبي والذي تجاوز أربعة مليارات درهم.
وتوقع محللون أن يؤدي القرار الجديد إلى استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى أسواق المال الإماراتية التي سجلت بنهاية الأسبوع الماضي ارتدادا صعوديا قويا بعد موجة تصحيح استمرت أسبوعين.
وقال الدكتور محمد عفيفي مدير قسم الأبحاث والدراسات المالية في شركة الفجر للأوراق المالية، إن بداية الأسبوع كانت تشكل انتقالاً للأسواق من مرحلة فقدان التوازن بعد صدمة الأربعاء الأول من هذا الشهر، إلى مرحلة البحث عن قاع جديد تستقر حوله الأسعار وتشكل قاعدة جديدة يمكن أن تنطلق منها الأسعار إلى أعلى مرة أخرى في موجة تصاعدية، إذ اتصفت تداولات بداية الأسبوع بالضعف الشديد والانخفاضات المتتالية خلال ثلاث جلسات تداول في المؤشرات القياسية للسوق، كان أكثرها قوة الانخفاض الذي حدث يوم الثلاثاء الماضي الذي بلغ 2.39 في المائة، وكذلك انخفاض كبير في معنويات شريحة كبيرة من المستثمرين أدت إلى هجرة الكثير منهم المشاركات الفاعلة في السوق انتظارا لأي إشارة إيجابية ترسلها السوق إليهم.
وأوضح أن أولى هذه الإشارات الإيجابية جاءت في جلسة الأربعاء، والتي اتضح فيها عودة القدرة إلى السوق مرة أخرى على التماسك والحفاظ على مستويات الأسعار من الانحدارات المتتالية التي كنا نشاهدها منذ بداية الأسبوع لدرجة وصل معها سهم "إعمار" - على سبيل المثال - وهو السهم القيادي من الناحية النفسية على الأقل لكثير من الأسهم في السوق، إلى تسجيل مستويات سعرية أقل من 12 درهماً، بل لامس 11.8 درهم.
وأضاف أن تماسك السوق أعطى إشارة إيجابية شجعت شريحة من المضاريين وكذلك المستثمرين، وبصفة خاصة المؤسسات والمحافظ، على محاولة العودة مرة أخرى إلى السوق، خاصة في نصف الساعة الأخير من الجلسة مما قلص خسائر المؤشر إلى 0.23 في المائة فقط مع زيادة قيمة التداول.
وتوقع دكتور عفيفي أن تشهد الفترة المقبلة تحسنا ملموسا بسبب قرب مواعيد الإفصاح عن العديد من الأحداث التي قد تكون إيجابية بالنسبة لمسيرة السوق في الفترة المقبلة والتي تتمثل في البت في مسألة فك ربط الدرهم بالدولار، والسبل والكيفية التي يمكن أن تستخدم من أجل تجنيب الإمارات المزيد من الارتفاعات في معدلات التضخم نتيجة التدهور المتوقع للدولار في الفترة المقبلة، وكذلك التخفيضات المتوقعة في أسعار الفائدة على الودائع في الولايات المتحدة والإمارات وكذلك الإفصاحات أو التسريبات عن أخبار النتائج النهائية للشركات عن عام 2007.