أسرار تحقيق الأهداف المرجوة وتعيين العمالة المناسبة
يشير الكتاب إلى أن كليات إدارة الأعمال في الوقت الحاضر أصبحت مجرد مورد لمنتج تعليمي هو شهادات الماجستير في إدارة الأعمال، حيث المستهلكين هم الطلاب.
يطرح الكتاب مجموعة من الأسئلة المهمة المتعلقة بإدارة الأعمال، التي تبدأ بمحاولة تحديد حقيقة كونها مهنة في الأساس أم لا. فتقنين إدارة الأعمال كدراسة تم من أجل أسباب معينة تتعلق بالمضمون الذي تم وضعه في إطار معين ثم تغيرت هذه الأسباب لتهتم بالمظهر على حساب الجوهر.
يتناول الكتاب هذا الموضوع في سياق التاريخ الفكري والاجتماعي، مستعرضا الدور الذي تلعبه هذه الأسئلة في تشكيل الإدارة والمجتمع الأمريكي لأكثر من قرن من الزمان. وينادي الكتاب بإدخال مجموعة من الإصلاحات على هذا الدور.
أنشئت كليات إدارة الأعمال، من وجهة نظر مؤلف الكتاب، لكي تخرّج مديرين يتسمون بالرقي والاحتراف على غرار القوالب المألوفة للأطباء والمحاميين، لكنها تراجعت عن تحقيق هذا الهدف تاركة فجوة كبيرة في قلب نظرية وممارسة تعليم وتدريس إدارة الأعمال وربما في تعليم الإدارة نفسها.
يبدأ الكتاب القصة من البداية، من أواخر القرن التاسع عشر، عندما بدأ أعضاء النخبة من المديرين في العمل مع كبرى الجامعات لتأسيس برامج تعليم جامعي لإدارة الأعمال متوازية مع برامج التعليم الجامعي للطب والقانون.
قامت هذه النخبة بهذا الأمر سعيا وراء المكانة الاجتماعية التي تتناسب مع الثروة والسلطة التي حققوها من استثماراتهم وإدارتهم لأعمالهم المتنوعة. كان تأسيس إدارة الأعمال باعتبارها مهنة راقية يتطلب تكويد المعرفة ذات الصلة للممارسين لهذه المهنة وتطوير معايير تطبيق قابلة للاستخدام.
يعتمد الكتاب على مجموعة ثرية من المواد الأرشيفية من كليات ومؤسسات والجمعيات الأكاديمية الخاصة بالإدارة، ويتتبع من خلال هذه المواد التحديات التي واجهها مدرسو الإدارة ومعلموها وتمكنهم من تجاوزها سواء في عهد التقدم الاقتصادي أو في فترات الكساد وفي فترات الازدهار التي تلت الحرب العالمية الثانية والعقود الأخيرة من الرأسمالية متسارعة الإيقاع.
يشير الكتاب إلى أن كليات إدارة الأعمال في الوقت الحاضر أصبحت مجرد مورد لمنتج تعليمي هو شهادات الماجستير في إدارة الأعمال، حيث المستهلكين هم الطلاب، ومن ثم فإن المُثُل المهنية والأخلاقية التي كانت في السابق هي المحرك الأساسي لكليات الإدارة قد انهزمت بالفعل أمام وجهة النظر القائمة على أن المديرين هم مجرد عملاء يحملون الأعباء الإدارية عن كاهل المستثمرين من حاملي الأسهم ولا يقيم أداؤهم إلا من خلال أداء أسهم الشركة والأرباح التي تحققها.
يؤكد الكتاب بعد عرض هذه الحقائق أن علينا ألا نندهش مما نشهده من زيادة أخطاء الشركات، فقد حان الوقت لإعادة الحيوية الفكرية والأخلاقية إلى عملية تدريب قادة الشركات المستقبليين.