توقعات باستقرار الأسهم الأمريكية بسبب عطلة العيد وترقب بيانات آثار أزمة الرهن العقاري
شهدت سوق الأسهم الأمريكية الأسبوع الماضي وتحديداً يوم الجمعة تذبذباً قوياً في حركة السوق نتيجة انتهاء فترة عقود الخيارات ما يزيد من عمليات البيع والشراء، كما صدرت نتائج بعض الشركات ومن أهمها شركة فيدكس FedEx حيث حققت نتائج مُطابقة للتوقعات ولكنها رأت أن أرباحها للفترة المقبلة ستكون منخفضة بسبب ارتفاع تكلفة الوقود وبسبب ضعف في كميات النقل لقلة المُتسوقين وإنفاقهم, ما أضعف الحركة التجارية, ورأى كثير من المُحللين الاقتصاديين أن توقعات مثل توقعات شركة فيدكس تُعد مؤشرا ضمنيا على احتمال حدوث ركود في الاقتصاد لأن شركات النقل هي مرآة للحركة التجارية في أي اقتصاد.
كما صدرت مؤشرات لها علاقة بالتضخم وهما مؤشرا أسعار المُستهلكين CPI والمُنتجين PPI اللذان استقرا, وهذا أمر جيد ولكن على الجانب الآخر شهدنا انخفاضاً في مبيعات التجزئة ويبقى أن الهاجس الذي بدأ يستوطن عقول المُستثمرين والمُحللين هو احتمال ركود الاقتصاد ولديهم آمال بأن يقوم البنك المركزي بخفض الفائدة في اجتماعه المقبل, وإن حدث هذا فسيكون دافعا لتوفير السيولة بيد المُستهلكين, وهذا سيؤدي إلى ارتفاع في مبيعات التجزئة.
الأسبوع الحالي
الخميس المقبل سيكون عطلة بسبب عيد الشكر Thanksgiving وقبل العطلة ستصدر نتائج بعض الشركات المهمة مثل شركة هيولت باكارد HP وستُعلن نتائجها شركة Low's وهي من الشركات العاملة في مجال بناء المساكن وكذلك شركة جاب Gap أحد مخازن بيع التجزئة وستصدر بعض التقارير والمؤشرات الاقتصادية الخاصة بقطاع المساكن الجديدة التي ربما تنخفض حتى 1.17 مليون وحدة بعد أن كانت 1.19 مليون وحدة سكنية وسيصدر مُلخص اجتماع البنك المركزي الذي انعقد في تشرين الأول (أكتوبر) حيث تم بعد الاجتماع آنذاك خفض الفائدة إلى 4.5 في المائة، كما سيُعلن عن مؤشر ثقة المُستهلك بعد مراجعته من جامعة ميتشجان, الذي وصل في بدية هذا الشهر إلى أقل من 75 وكان هذا هو الأقل منذ تشرين الأول (أكتوبر) عام 2005, وتأتي أهمية هذه البيانات والمؤشرات الاقتصادية لتُبين للمُستثمرين والاقتصاديين مدى تأثر الاقتصاد بأزمة الرهن العقاري ومدى وجود ركود اقتصادي وما حجمه بعد هذه الأزمة.
التحليل الفني
ذكرت في تقرير الأسبوع الماضي ما يلي نصه "سنرى المزيد من الهبوط حتى مستويات قريبة من المنطقة الواقعة بين 2600 و2570 نقطة في أحسن الأحوال، حيث يوجد متوسط حركة 200 يوم وأكدت ضرورة مراقبة تعامل المؤشر مع متوسط 200 يوم عند مستوى 2582 نقطة وهل سيهبط دونه أو يرتد منه؟ وقام المؤشر بالإغلاق عند مستوى 2637.24 نقطة بعد ما انخفض حتى 2583 نقطة ثم ارتفع ليجد الدعم عند متوسط حركة 200 يوم الإثنين الماضي.
حاليا يقع "ناسداك" في منطقة محصورة بين متوسط 50 يوما و200 يوم ويُعد متوسط 50 يوما مقاومة عنيفة من الصعب على "ناسداك" تجاوزها في المنظور القريب, وفي أحسن الأحوال سيبقى خلال الفترة المقبلة بين مستوى 2720 و2582 نقطة كما هو مبين على الرسم البياني في شكل (1).
شكل (1) – الرسم البياني اليومي لـ "ناسداك" حتى إغلاق الجمعة 16 - نوفمبر
لكن قد يسوء الحال على الأجل الطويل حيث إن مؤشر Parabolic SAR قد أعطى مع إغلاق الأسبوع الماضي إشارة هبوط للمؤشر كما هو مُبين في شكل (2) حيث ستُلاحظ تقاطع مؤشر الماكد السريع مع مؤشر الماكد البطيء، وأجدها فرصة مناسبة لأكرر ما قلته في تقرير الأسبوع الماضي بقولي "وأعتقد أن هذه المرة لن يُفلح متوسط حركة 200 يوم في دعم "ناسداك" وسنرى مزيدا من الهبوط عند إغلاق السوق تحت مستوى 2595 نقطة إذ عندها سيُعطي مؤشر Parabolic SAR إشارة هبوط واضحة حتى مستويات الدعم" وأتوقع أن الوصول إلى مستوى 2500 نقطة هو أمر منطقي وبالنظر للوضع الفني السيئ لمؤشر "داو جونز" والمعرض للهبوط مما سيؤدي بالضرورة إلى التأثير السلبي في نفسية المتعاملين في السوق وهبوط مؤشر "ناسداك".