هل سيواصل سعر النفط مسيرته التراجعية هذا الأسبوع؟
السؤال الذي سيطرح نفسه خلال هذا الأسبوع هو: إذا كان سعر برميل النفط سيواصل مسيرته التراجعية فإلى أي مدى؟ فبعد مقاربته 100 دولار، لم يتمكن خام ويست تكساس من تخطي عتبة 98.62 دولار للبرميل التي وصل إليها ليبدأ رحلة التراجع استنادا إلى عاملين أساسيين يتعلقان بالتوقعات الخاصة بضعف الطلب من ناحية والنمو المفاجئ في المخزونات الأمريكية, كما أشار التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة.
فالأسبوع الماضي شهد حدوث أول عملية بناء للمخزونات التجارية الأمريكية في غضون أربعة أسابيع، كما أن كلا من نظرتي منظمة الأقطار المصدرة للنفط "أوبك" والوكالة الدولية للطاقة توقعتا في تقريريهما لهذا الشهر أن الطلب في حالة تراجع. ووفقا للتقرير الشهري للمنظمة، فإنه بسبب ارتفاع الأسعار واعتدال الطقس في النصف الشمالي للكرة الأرضية، تم تقليص النمو في الطلب خلال الربع الأخير من هذا العام بنحو 100 ألف برميل يوميا إلى 1.7 مليونا، ما يعني أن حجم النمو في حدود 1.97 في المائة من 2.1 في المائة كانت مقدرة سابقا. ويرى تقرير المنظمة أن معدل النمو في الطلب على النفط خلال هذا العام بلغ 1.4 في المائة، وليس 1.5 في المائة كما ورد سابقا، كما أن رؤيتها لمستوى الطلب للعام المقبل ستشهد تغييرا طفيفا في حدود 300 ألف برميل إلى أسفل، ولو أنه من ناحية نسبة سيظل في معدل 1.8 في المائة، التي تقارب مليون ونصف مليون برميل يوميا.
أما الوكالة فتضيف إلى ذلك زيادة الإمدادات من "أوبك" خلال الشهر الماضي بنحو 410 آلاف برميل يوميا, وهو ما يعود إلى زيادة الإنتاج بصورة خاصة من كل من السعودية، نيجيريا, والعراق. كما أضافت الوكالة وبصورة جلية أن الأسعار العالية بدأت تؤثر في الطلب.
من ناحية أخرى، قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن المخزون التجاري سجل نموا بلغ 2.8 مليون برميل إلى 314.7 مليون في الأسبوع المنتهي في التاسع من الشهر الحالي، وذلك على غير الرأي الذي كان سائدا وسط المحللين في وول ستريت، الذي توقع تراجعا بنحو 400 ألف برميل. مخزونات البنزين سجلت زيادة بلغت 700 ألف برميل إلى 195 مليونا مقابل توقع هبوط في حدود 200 ألف برميل. أما المقطرات فقد تراجعت بنحو مليوني برميل إلى 133.4 مليون خلال الفترة نفسها بدلا من 100 ألف برميل التي كانت متوقعة، لكن رغم عمليات البناء هذه في المخزون، إلا أنه يظل قرب المعدل المنخفض لمستوى خمس سنوات. كما أن الطلب على البنزين سجل تراجعا طفيفا بنسبة 0.4 في المائة عما كان عليه قبل عام وذلك في الأيام الثمانية الأولى من الشهر الحالي, وذلك رغم حدوث زيادة في سعر التجزئة للبنزين بنسبة 39.4 في المائة.
وبسبب هذه التطورات فإن زير النفط الجزائري قال إن بلاده ستجمد خططها لزيادة طاقتها الإنتاجية نصف مليون برميل إلى مليونين بحلول عام 2010، كما أن شركة رويال دتش ـ شل أعلنت أنها ستغلق بعض مرافقها النفطية العاملة في نيجيريا التي تنقل الخام من نوع فوركادو. ومعروف أن الهجمات والاضطرابات في منطقة دلتا النيجر عطلت ما نسبته 28 في المائة من حجم الإنتاج النفطي النيجيري البالغ 2.5 مليون برميل يوميا. وكل هذا ربما يسهم في تركيز الضوء على جانب الإمدادات مرة أخرى وهل ستكون كافية خاصة خلال فصل الشتاء الحالي.